القراصنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القراصنة

منتدى رياضي


2 مشترك

    المؤسسات البحثية الأكاديمية وصناعة المعلومات

    avatar
    ياسين-تونس


    عدد المساهمات : 22
    تاريخ التسجيل : 30/01/2013

    المؤسسات البحثية الأكاديمية وصناعة المعلومات Empty المؤسسات البحثية الأكاديمية وصناعة المعلومات

    مُساهمة  ياسين-تونس الإثنين فبراير 04, 2013 6:38 pm

    خطة البحث:
    مقدمة
    1-صناعة المعلومات
    1_1_مفهوم صناعة المعلومات
    1_2_أهمية صناعة المعلومات
    2-المخابر الجامعية واستثمار البحوث العلمية
    2_1_استثمار المخابر الجامعية للبحوث العلمية
    2_2_أهمية الاستثمار في المعلومات
    3- المخابر الجامعية وصناعة معالجات المعلومات
    3_1_صناعة معالجات المعلومات في المخابر الجامعية
    3_1_1_مفهوم صناعة معالجة المعلومات
    3_1_2_طرق صناعة معالجة المعلومات
    3_2_صناعة البرمجيات
    3_2_1_مفهوم صناعة البرمجيات
    3_2_2_أهمية صناعة البرمجيات في مخابر البحث الجامعية
    3_3_صناعة الشبكات
    3_3_1_مفهوم صناعة الشبكات
    3_3_2_أهمية صناعة الشبكات لمخابر البحث الجامعية
    4- المخابر الجامعية وصناعة المحتوى المعلوماتي
    4_1_مفهوم صناعة المحتوى
    4_2_ صناعة المحتوى الرقمي وتطويره
    4_3_صناعة نظم المعلومات في مخابر البحث الجامعية
    4_3_1صناعة قواعد البيانات
    4_3_2_صناعة بعض نظم المعلومات الحديثة
    4_3_3_صناعة بنوك المعلومات
    4_3_4_صناعة نظم الخبرة في مخابر البحث الجامعية
    5- المخابر الجامعية وصناعة توزيع المعلومات
    5_1_صناعة نشر المعلومات في مخابر البحث الجامعية
    5_2_صناعة النشر الإلكتروني في مخابر البحث الجامعية
    5_3_صناعة الاستشارة في مخابر البحث الجامعية
    6- المخابر الجامعية والتسويق لخدماتها ومنتجاتها
    خاتمة



    1-_صناعة المعلومات
    1_1_مفهوم صناعة المعلومات
    مصطلح صناعة المعلومات information industryمصطلح عريض يغطي كل الهيئات والأفراد المعنيين بأنشطة وأعمال ترتبط بتقديم المعلومات وإتاحة الوصول إليها بغرض الربح، بما في ذلك وسائل الاتصال الجماهيري والناشرين والتجار ومنتجي البرمجيات وقواعد البيانات والموردين وخدمات التكشيف والاستخلاص وسماسرة أو وسطاء المعلومات .
    ومن التعريفات الأخرى لصناعة المعلومات، أنها صناعة تقوم بها مؤسسات حكومية أو خاصة تنتج المحتوى المعلوماتيinfomation content ، وتقدم التسهيلات لوصول المعلوماتinformation delivery إلى المستفيدين ، وتنتج الأجهزة والبرامج التي تساعد على معالجة المعلوماتinformation processing
    من بين التعريفات الأخرى، أن صناعة المعلومات صناعة تقوم على أربعة قطاعات كبيرة هي:
    _ قطاع توزيع المعلومات: ويشمل النشر، وخدمات المعلومات العلمية والتكنولوجيا وغيرها
    _ قطاع إنتاج المعرفة: ويتضمن البحث والتطوير والتعليم
    _ القطاع الإعلامي: ويضم الإذاعة، والتلفزيون والاتصال عن بعد
    _ القطاع المالي: ويشمل البنوك وشركات التأمين والكفالة والعقار
    1_2_أهمية صناعة المعلومات:
    مرت الحضارة الإنسانية بثلاث مراحل أساسية هي: مرحلة الزراعة ومرحلة الصناعة، ثم مرحلة المعلومات التي لا تزال مستمرة. حيث تمثل مرحلة المعلومات قمة التطور، وفيها سخر الإنسان القدرات التكنولوجية الكبيرة في صناعة المعلومات وزيادة تعميمها ووضعها في خدمة المستفيدين في شتى بقاع المعمورة ، ومنذ ستينات القرن الماضي ظهرت المعلومات كقطاع مهم من قطاعات الاقتصاد حيث أصبح إنتاجها وتجهيزها وتوزيعها نشاطا اقتصاديا رئيسيا في أغلب دول العالم، حيث تحولت من اقتصاد الصناعات إلى اقتصاد المعلومات، ومن انتاج البضائع والسلع إلى انتاج المعلومات. وبهذا أدركت المجتمعات أهمية المعلومات بوصفها موردا حيويا وركيزة أساسية للتقدم العلمي.
    ومما لا شك فيه أن المعلومات صناعة وثروة وطنية ، ودعامة أساسية للتقدم ولا تقل أهمية عن الصناعات الأخرى. حتى أصبح معيار القوة وتفوق الدول وتمايزها عن بعضها البعض في الوقت الراهن، هو قدرتها على التفوق في مجال التصنيع المعلوماتي والمعرفي. ولذا يتزايد اهتمام الدول باستثمار هذه الثروة باعتبارها وسيلة نحو تحقيق متطلبات التنمية كما تعمل جاهدة على انشاء مؤسسات المعلومات التي تأخذ على عاتقها مسؤولية تجهيز المعلومات، وتوفير المصادر الحديثة وتصميم قواعد المعلومات واستخدام التكنولوجيات الحديثة وتزويد هذه المؤسسات بالمتخصصين القادرين على توظيف تلك التقنيات لصالح المجتمع.
    2-المخابر الجامعية واستثمار البحوث العلمية:
    2_1_استثمار المخابر الجامعية للبحوث العلمية: يعد الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي العامل الأول في تقدم الدول، وأن نجاحها في التنافس الاقتصادي العالمي اليوم أساسه القواعد التكنولوجية القوية. كما أن الاستقرار السياسي والاقتصادي وحوافز السوق الكافية إضافة إلى الإطار القانوني والتنظيمي وتوافر الهياكل المادية الأساسية من شأنها بعث هذا النوع من الاستثماري...ومن الأفضل للمخابر الجامعية أن تستثمر جهودها في مثل الإرشاد الصناعي والخدمات الداعمة والتدريب والبحث والتطوير والترويج الصناعي، وكل ما يستجيب للاحتياجات الاقتصادية الانتاجية والخدمية . فتحويل نشاطات واستثمارات هذه المخابر ليس بالعملية السهلة ، وانما تعترضه مشاكل عديدة منها الجمود المؤسسي وبيروقراطية التسيير وغيرها. لكن هذا الحال لا يثنيها غن خوض عالم الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي وهي السنة التي دأبت عليها المخابر الأجنبية النظيرة.
    تعريف الاستثمار في المعلومات: الاستثمار في ميدان صناعة المعلومات هو توظيف الأموال في الأصول الثابتة أو المتداولة أو النفقات الإيرادية المؤجلة بقصد تحقيق منافع مادية على شكل عوائد مالية تتمثل بالموفورات في تكاليف جمع البيانات ومعالجتها وبث المعلومات وخزنها وتحديثها واسترجاعها ومنافع غير مادية تتمثل في تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين على النحو الذي يعزز من مستوى رضائهم عند توفير المعلومات المطلوبة من قبلهم.
    2_2_أهمية الاستثمار في المعلومات:
    1_ دعم الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات وتخفيض كلف العمل الإداري بنسب عالية
    2_ تعزيز مستوى أداء المؤسسات، خصوصا تلك التي تتمتع بمراكز استراتيجية رائدة
    3_ تشجيع التطوير والإبداع والابتكار بين أفراد المؤسسات بما يسمح بتحقيق زيادة ربحية للمؤسسات
    4_ دعم المواقف التنافسية بين المؤسسات، بفضل الأداء الجيد والتمايز لا سيما في ظل التكنولوجيات المتطورة التي تدفع إلى التميز
    5_ تعزيز استقرار المؤسسات بتحقيق أفضل الفرص في التفاعل مع العملاء والجهات الأخرى ذات العلاقة: ومن ثم استقرارا أكثر في أداء نشاطها
    .وإذا كانت دلائل الاهتمام بالاستثمار في قطاع المعلومات والبحث العلمي دوليا واضحة المعالم لا تحتاج إلى إشادة، فإن صورته في الجزائر لا توحي بتاتا بنضج هذه الفكرة عندنا ، ولأن العناية بقطاع المعلومات ومنتجات البحث العلمي والاستثمار فيه ضرورة وطنية ملحة وجب على المخابر الجامعية باعتبارها من الهيئات العلمية المعنية ببعث وتطوير هذا القطاع أن تعمل في هذا الاتجاه وأن تبحث لها عن شراكة مع محيطها من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، وغيرها من العملاء والممولين من القطاع العام والخاص قصد استثمار منتجاتها البحثية، إضافة إلى تنويع مصادر تمويلها غير الحكومية فالمبادرة مع تقويم الخطوات أو المراحل أفضل بكثير من انتظار مقومات النجاح أن تكتمل أو أن تتهيأ الظروف وينفتح محيطنا الاقتصادي والاجتماعي برمته على الجامعة: كما أنه لا يعقل أن تبقى الدراسات والبحوث والنشاطات العلمية الجامعية حبيسة الرفوف ، بعيدة عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي المعاش دونما مساهمة في تذليل عقباته وحلحلة مشكلاته.
    3- المخابر الجامعية وصناعة معالجات المعلومات
    3_1_صناعة معالجات المعلومات في المخابر الجامعية:
    3_1_1_مفهوم صناعة معالجة المعلومات: معالجة المعلومات كقطاع من صناعة المعلومات في الأساس هو أول هذه القطاعات وأبرزها إذ ينصرف إلى كافة الصناعات المعلوماتية informaticsمن أجهزة hardwaresونظم systemsوشبكاتnetworks بكل أنواعها ومكوناتها وهياكلها المختلفة سواء كانت شبكات محلية أم واسعة إضافة إلى أجهزة تخزين البيانات والأجهزة المساعدة الأخرى كما تعتبر برمجيات التشغيل وإدارة الشبكات ولغات البرمجة المختلفة جزءا أساسا من هذه التكنولوجيا.
    3_1_2_طرق صناعة معالجة المعلومات:
    يوجد العديد من طرق معالجة المعلومات، والتي تبدأ من نظام معالجة الفرد الواحد للبيانات إلى النظم الكبيرة والمتطورة التي تعتمد على الحواسيب والمواد البسيطة مثل الورق والأقلام والمعدات و الأجهزة المتقدمة يمكن أن تستخدم لتحويل البيانات إلى معلومات ومع ذلك يمكن تقسيم طرق معالجة المعلومات إلى مجموعتين رئيسيتين هما:
    معالجة المعلومات يدويا: يستخدم الإنسان بعض الأدوات البسيطة مثل الورق والأجهزة الميكانيكية كالآلة الكاتبة والكهربائية وخزائن الحفظ في معالجة البيانات الخام وتحويلها إلى معلومات، حيث أن التدخل البشري في هذه المعالجة ضروري.
    معالجة المعلومات آليا: وذلك باستخدام الحاسوب، حيث أن التدخل البشري في دورة المعالجة ليس ضروريا باعتبار قدرة الحاسب على تنفيذ تعليما الأوامر المخزنة للمعالجة بطريقة آلية.
    3_2_صناعة البرمجيات:
    3_2_1_مفهوم صناعة البرمجيات: صناعة ابتكارية ابداعية تقوم على اعداد ورسم وتصميم وتنفيذ واختبار برامج تشغيل الحاسوب ، والتي تتضمن مجموعة من الأوامر والتعليمات الحاسوبية، ليقوم بمجموعة أعمال متكاملة بهدف الوصول إلى نتيجة معينة للتعامل مع:
    _ مجموعة من البيانات يطلق عليها مدخلات، وتشمل التعامل مع البيانات كمادة خام أساسية تم الحصول عليها من مصادرها المختلفة.
    _ عمليات التشغيل أو المعالجات المختلفة من إضافة وترتيب وترتيب وتحليل وحساب التأثرات المختلفة وتوجيه البيانات إلى مراكز معينة، يتم حساب تشابكاتها وتأثيراتها المتباينة كل منها على الأخرى للوصول على المعلومة تستخرج لهدف معين.
    _ مخرجات عملية التشغيل والمعالجات التي يتم الوصول بنتائج التشغيل بها إلى مخرجات في شكل معلومات يتم الاستفادة بها في اتخاذ القرارات المطلوبة
    3_2_2_أهمية صناعة البرمجيات في مخابر البحث الجامعية : هي محور المعلوماتية ونظم الشبكات فالأجهزة والمكونات المادية للحواسيب تحتاج إلى برمجيات لتشغيلها. فإذا كان البرنامج هو مجموعة منظمة من التعليمات والإيعازات في سياق منطقي تصدر وتعطى للحاسوب من أجل تمكينه من تنفيذ عمل معين، والقيام بالمعالجات المطلوبة لغرض تأدية الحاسوب لوظيفة محددة، فإن البرمجة إجراءات متعددة الخطوات تهدف إلى تأمين وتوفير مجموعة من التعليمات والإيعازات .أما البرمجية فهي مجموعة من الأوامر والتعليمات والضوابط التي توجه الحاسوب في عمليات قبول أو رفض البيانات وتشغيلها واستخراج المعلومات والمؤشرات منها مرورا بعمليات المراجعة والتخزين والعمليات الحسابية والمنطقية، وباعتبار أن الجامعة هي الحاضنة الطبيعية لإنشاء وتطوير العلوم والتكنولوجيا، فلا أنسب من قطاع البرمجيات التي قد تسهم مخابر البحث الجامعية ووحداتها في إرسائها ونشرها وتطويرها خاصة المتواجدة على مستوى أقسام المعلوماتية، حيث أن مثل هذه البرمجيات تساعد في تبادل المعلومات والبيانات والمشاركة بها، من قبل المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية.
    3_3_صناعة الشبكات:
    3_3_1_مفهوم صناعة الشبكات: يقاد الاقتصاد اليوم من قبل سلسلة هرمية من شبكات المعلومات التي تتغير فيها البيانات بمعدلات سريعة، وتلعب فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وطنيا وإقليميا وعالميا الدور الأساس، حيث ومنذ أن ابتكر تيم بيرنرزليtim burners-lee البروتوكول المبدئي للشبكة العنكبوتية العالمية، تحققت طفرة أخرى في إنتاج المعلومات وتداولها كان لها التأثير العميق في النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي لغالبية المجتمعات في العالم. فحجر الأساس في الربط المشبكي هو الوصول العالمي إلى موارد المعلومات من خلال خطوات وآليات التعلم المشترك ومشاركة المعلومات بين الأمم والجماعات والأفراد من أجل جسر الهوة بين مصادر المعلومات ومستخدميها.
    3_3_2_أهمية صناعة الشبكات لمخابر البحث الجامعية: يعد الربط المشبكي ضرورة استراتيجية ليس للمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل لكل الميادين والقطاعات ، ولهذا يجب على المخابر الجامعية ممارسة صناعة الشبكات ليس كدعامة أساسية لصناعة المعلومات فقط، وما يترتب عليها من عائد مالي وإنما أيضا هي حلقة جوهرية في السياسة الوطنية للمعلومات والنظام الوطني للتطوير والابتكار.أما عن العائد الربحي من صناعة التشبيك بالنسبة لهيئات كالمخابر الجامعية، قد لا نلتمسها على المدى القريب وإنما على المدى المتوسط والبعيد سيكون لها العائد الكبير.ومن خلال صناعة التشبيك هذه تضمن مخابر البحث الجامعية ووحداته لنفسها جملة من روافد التمويل والاستثمار الفكري خصوصا الموجودة بأقسام ومعاهد المعلوماتية والإليكترونيات.
    وبخصوص صناعة معالجة المعلومات في المخابر الجامعية الجزائرية فإنها تعد ضئيلة إلا أنها لا تعكس بحق أهداف وحجم ومكانة المخابر الجامعية كما لا تعكس المستوى الحقيقي للأساتذة الباحثين الذين ينتمون إليها. وهذا راجع إلى قصر الفترة الزمنية التي تلت ظهور هذه الهيئات حيث تعودت قطاعاتنا الاقتصادية والحيوية على التجربة والخبرة الأجنبية المستوردة التي ترى فيها ملاذها الآمن دون الاكتراث للخبرة والتجربة المحلية، وهذه الوضعية لا ينكرها أحد، بل لا يسعى أي طرف للقيام بخطوة نحو جزأرة أي قطاع من القطاعات الوطنية ليصبح معتمدا كليا على العوامل المحلية من لغة ومهارة وخبرة وإبداع محلي، أو حتى متابعة سياسة توطين تخضع لمعايير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
    4- المخابر الجامعية وصناعة المحتوى المعلوماتي
    4_1_مفهوم صناعة المحتوى: هي إنشاء وتأليف وإبداع وابتكار ذخائر النصوص وقواعد البيانات وبنوك المعلومات والبرمجيات التعليمية والثقافية والإنتاج الاعلامي والسينمائي والإبداع الفني وما غلى ذلك من نواتج فكرية؛ أي أنها بشكل عام توليد الأفكار والموضوعات والحقائق والبيانات والمعلومات والمعرفة وتضمينها المادة الورقية وغير الورقية كالوسائط الالكترونية.
    وعلية، تقوم صناعة المحتوى مثل أي صناعة على ثلاثة مكونات أساسية هي:
    _ المادة الخام وتمثله مصادر المحتوى المختلفة
    _ أداة الإنتاج التي تقوم بمعالجة هذه المادة وتمثله البرمجيات التطبيقية.
    _ وسيلة التوزيع وتمثله قنوات توزيع منتجات صناعة المحتوى وخدماته وعلى رأسها الأنترنت
    4_2_ صناعة المحتوى الرقمي وتطويره: صناعة المحتوى الرقمي من الصناعات الحديثة المبشرة بالازدهار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد ساهمت الانترنت ومحركات البحث وبرمجيات التصفح في تطور هذه الصناعة ونموها، لا سيما وأن خدمات الحزم العريضة على الأنترنت تحفز الاستثمار في هذه الصناعة .فتطور المحتوى الرقمي مرتبط بتطور البرمجيات المساعدة على نشره ومعالجته وإدارته وأرشفته وتبادله، مع إضافة خدمات جديدة ذات أهمية للمستهلك. ولهذا تركز استراتيجيات صناعة المحتوى في البلدان المتقدمة على المحتوى الرقمي بالنظر إلى القسط الأكبر من موارده المتوفر فعليا في شكل رقمي. ومن واجب المخابر الجامعية أن تلعب دورها الأساس في تحريك ودفع مختلف القطاعات الوطنية إلى إنشاء وتطوير صناعة محتوى رقمي محلي، لأنها تشكل الوسط الأكثر استعدادا وامكانية لاحتضان وتنشيط هذه الصناعة ، لأن إقامة صناعة للمحتوى الرقمي الوطني لا يتطلب مسوحات ودراسات واستعدادات تنظيمية وتشريعية فقط، وإنما يعتمد خط الإنتاج في هذه الصناعة اعتمادا كبيرا على المعلومات والبرمجيات وخدمات المعلومات، الجانب الذي يمكن أن تغطيه مخابرنا الجامعية على الرغم من ارتباط بعض عناصره بنمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوره بوجه عام.
    ولتطوير صناعة المحتوى الرقمي في بلادنا يتطلب الأمر ما يلي:
    1_اعتماد استراتيجية واضحة لصناعة المحتوى الرقمي الوطني
    2_تهيئة بيئة تشريعية وقانونية ومالية مواتية تساعد على انطلاق هذه الصناعة وتضمن استمرار نموها وازدهارها
    3_ تأمين النفاذ إلى منتجات المعلومات لجميع فئات المجتمع ومؤسساته
    4_إجراء دراسات وبحوث خاصة باللغة الوطنية والمصطلح العربي
    5_تهيئة بيئة برمجية مساعدة على تطوير المحتوى الرقمي الوطني
    6_تزويد الأطر البشرية بالتأهيل المناسب
    وبالرغم مما تضمه المخابر الجامعية من خيرة الأخصائيين، وبمستويات علمية رفيعة لا تقل عن مستوى أقرانهم في البلدان المتقدمة ، إلى أن سوقنا المحلية في حاجة إلى المزيد من هذه الطاقات خصوصا في مجالات التكنولوجيات المختلفة ولهذا فهم مطالبون بإنجاز دراسات وبحوث ترتبط بالمحتوى الرقمي الوطني وبإشراك القطاع الخاص والتعاون معه خصوصا العمل على انشاء حاضنات تكنولوجية صغيرة تهتم بصناعة المحتوى الرقمي وتساعد من هم بحاجة إلى انشاء هيئات متخصصة أو مرتبطة بالبحث العلمي.
    4_3_صناعة نظم المعلومات في مخابر البحث الجامعية:
    4_3_1صناعة قواعد البيانات: تقول شيلا ويبر أننا الآن نعمل في مجتمع مزدحم بالمعلومات وعلى صناعة المعلومات أن تعمل على تحسين الوسائل والطرق المتعلقة بنقل المعلومات بشكل سهل وكفء بالنسبة لمستهلكيها، وهذا هو السبب في أن صناعة قواعد البيانات المباشرة في نفس الوضع الحاكم والقوي. فعمليات معالجة المعلومات والاستفادة منها، في ظل الحاسوب وانتشار الشبكات وتوسع شبكة الأنترنت يتطلب توثيق المعلومات بطريقة آلية، تأخذ في اعتبارها البحث في محتوى النصوص والبيانات مع ما يستلزم ذلك من أدوات معلوماتية فعالة ومن أبرز هذه الآليات نجد قواعد البيانات وهو مصطلح ليس له تعريف قياسي مؤكد، لكنها بصورة عامة هي مخزن لجمع البيانات ذات العائدية والأهمية لمستخدمي نظام المعلومات وأنها مجموعة من الملفات الالكترونية تتشكل من عدة تسجيلات تتصل ببعضها تضم بدورها عدة حقول، يتضمن الحقل منها مجموعة بيانات. وبيانات القواعد تحكمها برمجيات تطبيقية يتم اعتمادها من طرف مستخدميها بكيفية يسهل معها التطور المستقبلي لكل من البيانات والبرمجيات.
    4_3_2_صناعة بعض نظم المعلومات الحديثة:
    من نظم المعلومات الحديثة نجد: مستودعات البيانات data warehouse ومناجم البيانات data mining ومخازن المعرفة knowledge repository وهي نظم تعمل على تحصيل المعرفة المهمة والجديدة والمفيدة انطلاقا من الكميات الكبيرة المتراكمة من البيانات باعتماد نماذج حسابية أو رياضية منطقية أو احصائية .وتهدف هذه النظم إلى مساعدة متخذي القرار والمخططين ومستشرفي المستقبل. وبحسب مراكز الأبحاث تستعمل نظم مخازن البيانات من قواعد المعرفة كما في نظم الخبرة، ومنها تغذية بنوك المعرفة من خلال المعرفة المستخرجة مباشرة وآليا من مخازن البيانات.
    أولا: مستودعات البيانات
    يمكن القول بأنها عبارة عن قواعد بيانات ضخمة يمكن من خلالها الوصول إلى جميع البيانات المتعلقة بمؤسسة أو شركة ما، تجمع البيانات في هذه المستودعات بعناية، سواء البيانات الجارية أو البيانات التاريخية المساندة، أو البيانات الاحصائية تستخلص من نظم المعلومات المختلفة، ويجري توحيدها من أجل الحصول على التقارير والتحليلات الادارية وتحليلات الأعمال وصناعة القرارات في المؤسسات
    أهمية صناعة مستودعات البيانات في مخابر البحث الجامعية:
    مما تجنيه المخابر الجامعية من صناعة مستودعات البيانات فهي تخدم نفسها قبل كل شيء، ثم المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، وكامل محيطها المحلي، كون أن مستودعات البيانات:
    1_ تؤمن المعلومات المطورة والمحسنة خدمة للمخططين وصانعي القرارات والعاملين في مجال إدارة المعرفة
    2_ تمكن المخططين وصانعي القرار والعاملين في مجال إدارة المعرفة من الوصول إلى البيانات والمعلومات متى احتاجوها، من دون تأثير على أداء نظم العمليات الجارية في المؤسسة ذات الأولويات المختلفة.
    3_ تؤمن القدرات والامكانات اللازمة لنمذجة البيانات واعادة نمذجتها.
    4_ تستخدم المؤسسة بيانات ومعلومات المستودع بطريقة المعالجة التحليلية المباشرة، والتي تؤمن القدرة على معالجة وتحليل كميات وقيم كبيرة من البيانات من مناظير متعددة لكي تساعد على إعادة تسليط الأضواء على أعمالهم
    ثانيا: مناجم البيانات: واحدة من نظم المعلومات الحديثة تقوم على تحليل كميات كبيرة من البيانات إذ توفر من خلالها للمؤسسات النماذج والقواعد والمعايير والأمثلة التي توجه أصحاب القرارات وتنبؤهم بالسلوك المستقبلي. حيث تصف هذه المناجم حالات موجودة أو حدثت وتكثيفها من أجل التنبؤ بما يمكن أن يحدث مثلها في المستقبل كما تسعى إلى تأمين نماذج وإجراءات ومعالجات قياسية، تعمم من خلالها على كل أنواع التطبيقات ولكل المؤسسات على اختلاف أنواعها وثقافاتها وتحقق مجموعة من الفوائد المعرفية:
    _ أنها تعمل على تسهيل وصول المعلومات المطورة والمحسنة إلى متخذي القرارات
    _ تقدم إسهامات مهمة في تطوير مجالات علمية عديدة ولسنوات متتالية
    _ يزداد التوجه نحو تطبيقات منجم البيانات في الأعمال، بفضل ما أسهمت فيه كثيرا القدرات الحاسوبية المتزايدة عموما، وبرمجيات مناجم البيانات المتكاملة.
    ثالثا: مخازن المعرفة knowledge repository :
    وهي أيضا من نظم المعلومات الحديثة، تجمع المعرفة الداخلية والخارجية للمؤسسة في موضع واحد بغرض إدارتها بشكل فعال واستثمارها، حيث تستقي المعرفة من مصادر متنوعة وعديدية وتوثقها بأشكال مختلفة، كالتقارير والعروض والمذكرات والمقالات مع إمكانية ترقيمها وحوسبتها ووضعها في موقع مركزي يسهل استرجاعها؛ وقد تشمل مخزن المعرفة أيضا على أدوات أخرى تؤمن الوصول إلى المعلومات من قواعد بيانات الشركة أو المؤسسة المعنية.
    ولتكوين مناجم البيانات أو مخازن المعرفة لابد من اتباع خطوات ضرورية يمكن لمخابر البحث الجامعية ووحداته أن تحقق من خلالها هذه الصناعة وهذه الخطوات هي:
    1_ استخلاص مخابر البحث للبيانات والمعلومات ومعارف من المصادر المتعددة ومتنوعة ومتغيرة الخواص والعناصر
    2_ ينبغي أن تصمم بشكل متسق داخل مستودع البيانات
    3_ استبعاد البيانات غير المفيدة وغير الدقيقة، لتأمين مصداقية محتويات المستودع
    4_ ضرورة تناسب وتلاؤم وتكييف البيانات مع نموذج مستودع البيانات الذي يتم تبنيه
    5_ ينبغي أن يتم تحميل وتحصيل البيانات المطلوبة والمستخلصة من مختلف المصادر إلى مستودع البيانات
    4_3_3_صناعة بنوك المعلومات: شهدت فترة الستينات من القرن الماضي ظهور بنوك المعلومات البيبليوغرافية المرجعية، كما ظهرت بنوك المعلومات النصية مع بنك المعلومات new york times خلال سنة 1975 ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عددها عن النمو أغلبها في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد تم تطوير بنوك المعلومات أصلا في ميادين وقطاعات البحث العلمي لكي تقدم المنتجات الوثائقية الفعالة للباحثين، الأمر الذي يمكنهم من معرفة وبسرعة ما ينجز في ميادين اختصاصاتهم ...وفي الميدان الأكاديمي يحتاج البحث الأكاديمي بصورة مستمرة إلى المعلومات التي توفرها بنوك المعلومات العلمية، ومن أهمها البيانات الإحصائية التي يستفاد منها في أبحاث مختلفة في الصحة وقضايا المجتمع والمنتجات وتساعد عموما على تكوين المؤشرات لمختلف القطاعات، وهناك المعلومات التي تسمح بالاستفسار عن موضوع ما والتعرف إلى آخر المستجدات حوله.
    وبخصوص ما هو مطلوب من المخابر الجامعية إزاء صناعة هذا النوع من نظم المعلومات، نشير إلى جملة من الدوافع والمحفزات التالية:
    1_ انطلاقا من حقيقة كون اللغة العربية هي اللغة الوطنية الوحيدة الرسمية وهي لغة التواصل بين مختلف المستويات، فبنوك المعلومات أداة لتطوير وخدمة كل القطاعات والمستويات الإنتاجية لذا يجب أن تنشر باللغة العربية.
    2_ ضرورة اجتماع طواقم المخابر الجامعية كل في اختصاصه، ومن مختلف الجامعات والمراكز الجامعية والمعاهد الوطنية وما في حكمهم لإقرار بنية بنوك تخصصاتهم وفحواها، وهي طريقة نقتصد معها الكثير من الجهود والطاقات وعدم تكرار المحتويات بين هذه النظم
    3_ ربط مقررا ونماذج التعليم الجامعي بهذه البنوك، خاصة لما تقيده في مجال النفاذ الأكاديمي الحر إلى المعلومات عن بعد والتعليم والتعلم عن بعد وغيرها من الفوائد
    4_ وجوب وضع محتويات الندوات والمؤتمرات والأيام الدراسية ونشاطات المخابر ووحدات البحث في بنوك معلومات متخصصة
    5_ضرورة ربط وانتساب مختلف بنوك المعلومات المخبرية أو الجامعية إلى شبكة وطنية لما لها من فائدة وأهمية
    4_3_4_صناعة نظم الخبرة في مخابر البحث الجامعية:
    نظم الخبرة expert systems تعتبر من المجالات الأكثر فعالية في البحث العلمي ولأنها قطاع من قطاعات الذكاء الاصطناعي، فهي تعرف بأنها نظم تسعى إلى الاستفادة من خبرات الخبراء في ميادين معينة، تساعد المستثمرين الجدد وترشدهم لتنفيذ الحلول، وبعبارة أخرى نظم الخبرة هي برامج ذكية تحتوي على وفرة من المعلومات التي قد يمتلكها خبراء في مجال أو حقل من حقول المعرفة. كما يمكن تعريف نظم الخبرة بأنها نظم معلومات تعتمد قاعدة المعرفة، التي يتم استخدامها في جوانب معينة كاستشارة خبيرة من طرف المستفيدين من هذه النظم
    _أهمية صناعة نظم الخبرة في مخابر البحث الجامعية:
    1_ القدرة على تطوير أداء ومهارات وخبرات الأفراد المتخصصين في مجال معرفي معين، من ذوي الخبرة المنخفضة
    2_ تضمن نظم الخبرة كميات كبيرة من المعلومات، مما يؤمن حلولا متخصصة ومناسبة لكل المسائل والعمليات
    3_ تحد وتقلص إلى حد كبير من الأعمال والنشاطات الروتينية خصوصا تلك غير المرضية بالنسبة للإنسان الاعتيادي
    4_ تساهم في إثارة الأفكار الجديدة مما يساعد على الابتكار
    5_ لا تتعرض لما يعترض له الإنسان من كلل وملل ، بعد قيامه بتكرار أعمال محددة ولفترة زمنية مطولة.
    5- المخابر الجامعية وصناعة توزيع المعلومات:
    5_1_صناعة نشر المعلومات في مخابر البحث الجامعية: إن صناعة النشر مظلة واسعة يمكن أن تستوعب مجالات عديدة من بينها الطباعة والتسويق وتحقيق الكتب والمخطوطات وإنتاج الكتب والدوريات المطبوعة باستخدام الحاسب، إضافة إلى انتاج الأدوات البيبليوغرافية والموسوعات والقواميس الالكترونية والترجمة الآلية وغيرها من المجالات العلمية الأخرى، وتتضمن صناعة النشر الإدارة والطباعة والتوزيع والبيع بالإضافة إلى نفقات التحرير، فهي مجموع العمليات التي تمر بها المعلومات منذ أن يلفظها المؤلف من ذهنه حتى يتلقاها أو يلتقطها المستفيد أو القارئ...أما واقع صناعة المعلومات في المخابر الجامعية في بلادنا ، فقد اقتصرت جلها على صناعة النشر والتأليف العلمي وقليل من صناعات المحتوى الأخرى؛ وعلى الرغم من قلتها وعدم كفايتها إلى أنها تستجيب ولو بالقليل إلى حاجات النشر الأكاديمي التقليدي، وهي مساعي متواضعة لتمكين القليل من الدراسات والمقالات والبحوث وبعض الدوريات من النشر والطبع؛ الأمر الذي يستفيد منه المكتبات الجامعية خصوصا وحركة البحث العلمي والتكوين الجامعي عموما. فصناعة النشر على الرغم من أنها صاحبة الحصة الكبيرة من صناعات المعلومات الأكاديمية بجامعتنا الجزائرية إلى أنها على مستوى المخابر تبقى قليلة وتعتريها صعوبات كثيرة ، أهمها غلاء تكاليف الطباعة و افتقار جامعاتنا وهيئات البحث العلمي بها إلى المطابع الخاصة مع غياب رؤية وسياسة وطنية في قطاع الطباعة والنشر الأكاديمي في الجزائر وإن كان قد رصدت حديثا ميزانيات كبيرة للبحث العلمي.
    5_2_صناعة النشر الإلكتروني في مخابر البحث الجامعية:
    النشر الإلكتروني هو قيام المؤلفين والمبدعين بكتابة أعمالهم مباشرة على الحواسيب وإرسالها إلى الناشرين والاختصاصيين في المجال. أي أن النشر الإلكتروني يقوم بإنشاء وثيقة ذات كيان محدد ينتجها شخص أو عدة أشخاص بهدف توصيل رسالة ما بتوظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، بما في ذلك قواعد البيانات والفيديو.. ومما يشمل النشر الإلكتروني نجد الكتب والدوريات والرسائل الإخبارية، إلى جانب المدونات والمنتديات والمواقع والواجهات الإلكترونية لمؤسسات مختلفة سواء على الخط المباشر أو خارجه على الأقراص المضغوطة وما في حكمها. حيث تتعلق الحقوق حينها بالمستعرضين ومسترجعي المعلومات والوثائق ودفع قيمة هذه الخدمة مباشرة أو إلكترونيا وتعد المنشورات الإلكترونية في مخابرنا الجامعية قليلة نوعا ما، فعلى الرغم مما نعيشه اليوم من سيطرة حاسوبية على كل الوظائف والأشكال الاتصالية ، إلى أن الكثير من مخابرنا تعيش تأخرا كبيرا في ركوب موجة هذا القطاع من نشر وتداول المعارف والمعلومات. فمما لا يدع مجالا للشك أن النشر الإلكتروني بات مدخلا أساسا في العمل الأكاديمي عموما والبحث العلمي خصوصا لذا على هذه المخابر أن تستغل المزايا الأكاديمية الكبيرة التي يتمتع بها النشر الإلكتروني في الإفادة بالمعلومات والمعارف العلمية خدمة للتنمية الوطنية.
    5_3_صناعة الاستشارة في مخابر البحث الجامعية:
    الاستشارة consultation هي مجموعة المعارف يقدمها علمي متخصص أو فرد ذو خبرة عملية ميدانية إلى معوزيها من المناصب المفتاحkey-post تتأتى هذه المعارف من إلمام شامل بالحقل المعرفي أو الميدان الاقتصادي، أو الممارسة طويلة الأمد يكتسب من خلاله هؤلاء الخبراء معلومات ومعارف مركزة ملخصة قابلة للفهم والاستخدام بسرعة، يصنع أو يبلور على ضوئها صانع القرار قراراته أو يحسن من خلالها رؤاه ومواقفه وتعميقا لمستويات الفهم لديه؛ سواء أكانت هذه المعارف أو التجارب موثقة رقميا أو إلكترونيا.
    ويعتبر إقبال مؤسساتنا الاقتصادية والاجتماعية وغيرها على استشارة المخابر الجامعية باعتبارها هيئات متخصصة قليلا جدا مما يؤكد الهوة القائمة بين المحيط المحلي الجزائري والجامعة الوطنية وهذا عائد لأسباب سبق التطرق لها في بحثنا.
    6- المخابر الجامعية والتسويق لخدماتها ومنتجاتها:
    6_1_المخابر الجامعية والتسويق لخدماتها ومنتجاتها: الصناعة الناجحة كما يقول أوبري ويلسون تحتاج سلعها ومنتجاتها لسوق فعلية تنشطها . والهيئات الخدمية كما هي حال الجامعة ومخابرها البحثية ، هي بدورها في حاجة إلى توظيف التسويق وممارسته لتنشيط حركة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي فيها. ومن أجل صناعة بحثية علمية أكاديمية حقيقية في بلادنا لا بد من بحث مسألة نقل الدراسات الأكاديمية والبحوث العلمية ومنتجات وخدمات المعلومات من مرحلة الدراسة إلى مرحلة الاستغلال والتنفيذ. فالتسويق marketing عموما أداة في يد كل الهيئات مهما كان طابعها من أجل التعريف بها أو بمنتجاتها أو خدماتها.
    في الوقت الحاضر تسو ق الجامعات منتجاتها التعليمية، وخدماتها التكنولوجية والبحثية لكل القطاعات الانتاجية والاقتصادية، ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى الدولي حتى بلغ ببعضها إلى اختيار علامات تجارية بغرض التسويق تأخذ اسم الجامعة أو الكلية أو المشروع البحثي و إذا كان حال التسويق في جامعات الدول المتقدمة كذلك، فالأمر في جامعات أغلب الدول النامية يختلف، خصوصا في الدول العربية وهذا ما دفع ب david barton إلى القول : بأن الجامعات في الدول النامية ليست بحاجة إلى تطبيق هذا المفهوم، نظرا لأن هذه الجامعات تعمل في سوق بائعين، بمعنى أن الطلب على العلم فيها أكثر من العرض، فضلا عن ذلك عدم حاجة تلك الجامعات إلى جمع الأموال من القطاع الخاص، نظرا لأن حكومات تلك الدول تقوم عادة بتمويلها. وعموما تتلخص معوقات تسويق نتائج البحث العلمي والتكنولوجي في بلادنا كما تذكرها نتائج اجتماع فريق الخبراء المخصص لتسويق منتجات البحث في شمال أفريقيا في جملة العوامل التالية:
    1_ عدم وجود ثقافة في مجالي البحث العلمي وفعالية استخدام نتائجه، لا سيما انعدام روح التسويق في مجال البحث أو عدم تطورها بصورة كافية.
    2_ تسويق البحث العلمي هي مسألة معقدة وجديدة نسبيا بالنسبة للكثير من البلدان حيث لا يتلقى الباحثون التدريب الكافي ليسوقوا بحوثهم
    3_انعدام الحيز الاقتصادي
    4_ الافتقار إلى المعلومات بالرغم من توفر التكنولوجيا الجديدة للمعلومات
    5_ عدم كفاية الاتصال بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية
    اضافة إلى العوامل السالفة الذكر، هناك أربع عوائق أساسية تعترض تسويق البحث العلمي في الجزائر وهي:
    • أن الجامعة الجزائرية دأبت على وظيفة التدريس ولا تجيد سواها
    • أن الإدارة والتسيير في المؤسسات بعيد عن الطرق والأساليب الحديثة
    • التبعية المطلقة للخبرة والاستشارة الخارجية
    • جهل المسؤولين بوظيفة ودور التسويق

    قائمة المراجع:
    السالم، سالم بن محمد. صناعة المعلومات في المملكة العربية السعودية. الرياض: مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية، 2005
    بن يونس، عمر محمد. الاستثمار في بيئة المعلومات والمعرفة.القاهرة،الشارقة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية.
    خيربك، عمار. البحث عن المعلومات في الانترنت.دمشق: دار الرضا للنشر،2000
    روجر، كينغ. الجامعة في عصر العولمة. الرياض: مكتبة فهد الوطنية، 2008
    السامرائي، إيمان فاضل. أبو عجمة، يسرى أحمد. قواعد البيانات ونظم المعلومات في المكتبات ومراكز المعلومات. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع،2005
    عبد الهادي، محمد فتحي.الاستثمار في صناعة المحتوى العربي. القاهرة:المنظمة العربية للتنمية الإدارية، 2006
    avatar
    Admin
    Admin


    ذكر عدد المساهمات : 72
    تاريخ التسجيل : 24/01/2013
    الموقع : الجزائر

    المؤسسات البحثية الأكاديمية وصناعة المعلومات Empty رد: المؤسسات البحثية الأكاديمية وصناعة المعلومات

    مُساهمة  Admin الإثنين فبراير 04, 2013 7:44 pm

    مشكوووووووور ياسين ع الطرح و المساهمة القيمة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 4:34 pm