القراصنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القراصنة

منتدى رياضي


    صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات

    avatar
    ياسين-تونس


    عدد المساهمات : 22
    تاريخ التسجيل : 30/01/2013

    صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات Empty صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات

    مُساهمة  ياسين-تونس الإثنين فبراير 04, 2013 6:23 pm

    بحث حول :
    صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات.


    خطة البحث :

    المقدمة:

    الفصل الأول:مجتمع المعلومات.
    1-1-تعريف مجتمع المعلومات
    1-2-أصل تسمية مجتمع المعلومات
    1-3-الأسباب التي أدت إلى ظهور مجتمع المعلومات
    1-4-خصائص مجتمع المعلومات
    1-5-قطاعات مجتمع المعلومات
    1-6-توجهات مجتمع المعلومات
    الفصل الثاني:مكانة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    2-1-مكانة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    2-2-قيمة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    2-3-واقع صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    2-4-مظاهر صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    2-5-ادوار صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    2-6-أهمية صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    الفصل الثالث:صعوبة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات وتطوراته
    3-1-تطورات صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    3-2-مقومات صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    3-3-صعوبة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات
    3-4-سبل تجاوز صعوبة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات

    الخاتمة

    قائمة المراجع

    المقدمة:

    إن المعلومات مورد أساسي في أي نشاط بشري فالمعلومات عنصر مهم في علاقة الإنسان بخالقه و بيئته و علاقة المجتمعات ببعضها البعض في السياسة و الاقتصاد و إدارة المصالح فتلعب المعلومات دورا مهما و متزايدا في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية و هكذا فنحن نعيش في وقتنا الحاضر في عالم متغيرعالم اختلف كثيرا عما كان من قبل ...انه عالم تكنولوجيا المعلومات المتقدمة و الفائقة و هذا راجع إلى تحول جذري يحدث من المجتمع الصناعي إلى المجتمع القائم على المعلومات. وتؤثر تلك الثورة المعلوماتية على الطريقة التي يعيش بها الناس، ويتعلمون، ويعملون، وعلى الطريقة التي تتفاعل بها الحكومات مع المجتمع المدني. وتعد المعلومات أداة قوية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسوف توفر تلك القمة فرصة فريدة لجميع العناصر الفاعلة الأساسية للإسهام بشكل إيجابي في تجسير الهوة الرقمية وهوة المعرفة. ، وخصوصاً التعرف على الطرق التي من شأنها المساعدة على سد الهوة بين الأغنياء والفقراء من حيث الوصول إلى المعلومات العالمية وشبكات الاتصال.
    إن الثورة التي أنتجتها التكنولوجيات الحديثة أدت إلى ميلاد مجتمع جديد أساسه المعلومات والمعرفة، فحركية تغيرات هذا المجتمع تتسم بالسرعة الفائقة، والأهمية الحساسة وبالتأثير الشامل، ذلك بأن كل مجالات الحياة الإنسانية أصبحت حاليا تجعل من المعلومات والمعرفة مبدأ عاما لتسيير أمور الفرد و تنظيم المجتمع كله، لذلك فكل هذه الأسباب تتطلب قدرات كبيرة على التطور والتقدم.
    فما هو مجتمع المعلومات؟ ...و ما مكانة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات؟ و ما هي صعوباته و تطوراته؟


    الفصل الأول:مجتمع المعلومات

    1-1-تعريف مجتمع المعلومات:

    مصطلح جديد ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين وواقع بدأت كثير من الدول تعيشه و أمل تسعى إليه كثير من الدول للانتفاع به ولتتحول له ومفهوم مجتمع المعلومات لا يزال غير واضح المعالم بشكل تام.لذا فهناك العديد من التعريفات لمجتمع المعلومات نذكر منها:
    * هو ذلك المجتمع الذي أعتمد أساسا على المعلومات وتقنيات المعلومات والتكنولوجيا الحديثة وأصبحت المعلومات فيه لازمة لكل فرد وتعاظم دورها في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية والاجتماعية.
    * هو المجتمع الذي يعتمد أساسا على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة إستراتيجية وكخدمة كما أنها أيضا مصدر للدخل القومي ومجال للقوة العاملة. )قاسم،حشمت. د ت.ص.75 (
    *تعريف ورد ذكره في الموسوعة العربية للمجتمع المعلوماتي: »هو مجتمع تتاح فيه الاتصالات العالمية،وتنتج فيه المعلومات بكميات ضخمة، كما توزع توزيعا واسعا ، والتي تصبح فيه المعلومات لها تأثير على الاقتصاد «
    *و تعرفه د. ناريمان متولي: أنه المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات و الحاسبات الآلية و شبكات الاتصال أي أنه يعتمد على التكنولوجيا الفكرية ،تلك الذي تظم سلعا و خدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوة العاملة للمعلوماتية التي تقوم بإنجاز و تجهيز و معالجة و نشر و توزيع و تسويق هذه السلع و الخدمات . ومما سبق يتضح لنا انه يوجد أكثر من تعريف لمجتمع المعلومات وجميعها تدور حول أن المعلومات هي أساس لهذا المجتمع و لابد من تواجدها في المجتمع ووجود من يستطيع التعامل معها سواء كان منتجا لها أو مستهلكا.

    -2-1 أصل تسمية مجتمع المعلومات:

    *رأى بعض الباحثين أن مجتمع المعلومات information society قد جاء كنتيجة للصفة التي على العصر الذي نعيشه و هو عصر المعلومات.
    *و من ناحية أخرى رخص بعض الباحثين إطلاق مصطلح -مجتمع المعلومات- على الحقبة الحالية من منطلق أن صناعة المعلومات هي ما يميز هذه الحقبة أي أننا ما نزال نعيش مرحلة المجتمع الصناعي.
    * أما عالم الاجتماع فرانك ويبستر لاحظ أنه بالرغم من أهمية المعلومات في الحياة المعاصرة فهي ليست أكثر من أي ظاهرة مثل السيارات.
    * و يرى أحد الكتاب السياسيين أن مصطلح مجتمع المعلومات أرقى من مصطلح مجتمع المعلومات الذي بدأ في السبعينيات فهو مصطلح غامض أما المعرفة فهي ذات دلالة.
    *و في الأخير رأى مجموعة من الباحثين أن مصطلح المعلومات هو أكثر المصطلحات قولا في المرحلة التي نعيشها كما أن القمة العالمية للمعلومات المنعقدة بجنيف في ديسمبر2004استخدمت مصطلح مجتمع المعلومات كتسمية نهائية.)عبد الهادي،محمد فتحي.ص.105 (

    -3-1الأسباب التي أدت إلى ظهور مجتمع المعلومات:

    ترجع أصول مجتمع المعلومات إلى تطوريين مرتبطين ببعضهما البعض هما:
    *التطور الاقتصادي طويل الأجل.
    *التغيير التكنولوجي.
    التطور الأول: اعتمد كل مجتمع على مقومات ثابتة و أساسية مثال:اعتمد المجتمع الزراعي على الأرض والحيوانات والماء...الخ واعتمد المجتمع الصناعي على رأس المال والمواد الخام والطاقة جاء بعد ذلك دور المعلومات وشبكات الحاسبات ونقل البيانات ونظم الاتصالات والبرمجيات...الخ لتكون أول أسباب أو دعائم مجتمع المعلومات.
    التطور الثاني: فقد ساهم في عملية التنمية الاقتصادية بشكل واضح، فإن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لها تأثيرها الواضح في النمو الاقتصادي.و يلاحظ أنه يمكن تطبيقها على نطاق واسع في ظروف مختلفة، كما أن إمكانياتها في تزايد مستمر، وفضلا عن هذا فإن تكاليفها تتجه نحو الانخفاض بصورة واضحة و قد دعا هذا بعض الاقتصاديين مثل كريس فريمان على القول بأن التكنولوجيا واضحة المعلومات و الاتصالات سوف تحدث موجة طويلة جديدة من النمو الاقتصادي لنشأة و تطور مجتمع المعلومات.

    1 -4-خصائص مجتمع المعلومات:

    هناك ثلاث خصائص رئيسة أساسية تتحكَم في مجتمع المعلومات:
    الخاصية الأولى : استخدام المعلومات كمورد اقتصادي حيث تعمل المؤسسات والشركات على استغلال
    المعلومات والانتفاع بها في زيادة كفاءتها وهناك اتجاه متزايد نحو شركات المعلومات لتعمل على تحسين
    الاقتصاد الكلي للدولة
    الخاصية الثانية : هي الاستخدام المتنامي للمعلومات بين الجمهور العام. يستخدم الناس المعلومات بشكل مكثّف في أنشطتهم كمستهلكين وهم يستخدمون المعلومات أيضًا كمواطنين لممارسة حقوقهم ومسؤولياتهم ،فضلاً عن إنشاء نظم المعلومات التي توسع من إتاحة التعليم والثقافة لأفراد المجتمع كافة،وبهذا فإن المعلومات عنصر لا غنى عنه في الحياة اليومية لأي فرد. .) عبد الهادي،محمد فتحي.ص. (116
    الخاصية الثالثة : هي ظهور قطاع المعلومات، كقطاع مهم من قطاعات الاقتصاد. إذ كان الاقتصاديون يقسمون النشاط الاقتصادي تقليديًا إلى ثلاثة قطاعات هي:الزراعة، الصناعة، الخدمات.
    وعلماء الاقتصاد والمعلومات يُضيفون إليها منذ الستينيات من القرن الماضي قطاعًا رابعًا وهو قطاع
    المعلومات, حيث أصبح إنتاج المعلومات, وتجهيزها وتوزيعها (معالجتها) نشاطًا اقتصاديًا رئيسيًا في العديد من الدول.

    -1 -5قطاعات مجتمع المعلومات:

    يمكن تقسيم قطاع المعلومات إلى ثلاث قطاعات رئيسية على النحو التالي:
    *القسم الأول:صناعة المحتوىالمعلوماتي information –*******:
    تتم هذه الصناعة عن طريق المؤسسات في القطاعين العام والخاص التي تنتج الملكية الفكرية عن طريق الكتاب والملحنين، والفنانين والمصورين بمساعدة المحررين والمخرجين.و هؤلاء يبيعون عملهم للناشرين والإذاعات و الموزعين وشركات الإنتاج التي تأخذ الملكية الفكرية الخام وتجهزها بطرق مختلفة ثم توزعها وتبيعها لمستهلكي المعلومات.
    وبالإضافة إلى عملية إبداع المعلومات هناك جزءا كبيرا من هذا القسم لا يركز على أبدع المعلومات وإنما يهتم بجمع المعلومات مثل جمع الأعمال المرجعية وقواعد البيانات والسلاسل الإحصائية.
    *القسم الثاني صناعة و تسليم أو بث المعلومات information-delivery:
    إن القسم الثاني من صناعة المعلومات هو المعني بالتسليم ،أي إنشاء وإدارة شركات الاتصال والبث التي يتم من خلالها توصيل المعلومات ،وهي تشمل شركات الاتصال بعيدة المدى ،والشركات التي تدير شبكات التلفزيون الكابلي وشركات البث بالأقمار الصناعية ومحطات الراديو والتلفزيون .وهناك مجموعة أخرى من المؤسسات التي تتولى استخدام هذه القنوات وغيرها لتوزيع المحتوى ،وهذا مثل بائعي الكتب والمكتبات وشركات الإذاعة.
    *القسم الثالث:صناعة و معالجة المعلومات information-processing:
    تقوم هذه الصناعة على منتجي الأجهزة ومنتجي البرمجيات .ويتولى منتجي الأجهزة تصميم وصناعة وتسويق الحواسيب وتجهيزات الاتصالات بعيدة المدى والالكترونيات.وهم يتمركزون في الولايات المتحدة وشرق أسيا.أما فئة منتجي البرمجيات فهي تقدم لنا نظام التشغيل Unix .Dos. Windows كما تقدم لنا نظم حزم التطبيقات مثل معالجة الكلمات وألعاب الحاسوب.

    -6-1توجهات مجتمع المعلومات:

    * في الولايات المتحدة الأمريكية:تعتبر في مقدمة الدول المتجهة نحو مجتمع المعلومات و ذلك من خلال البيئة الملائمة للإبداع و الجهود التنافسية لدعم ازدهار قطاع تكنولوجيا المعلومات حيث تميزت بانتشار الانترنيت بشكل كبيرو أصبحت توفر المعلومات و الخدمات للمواطنين من خلال التراخيص و الشراء.
    *الاتحاد الأوروبي: إن إستراتيجيته هو الاهتمام بنمو و قدرة المنافسة في مجال المعلومات حيث وافق المجلس الأوربي على خطة العمل لمجتمع المعلومات و قد نصت على:
    تحسين بيئة العمل و الاهتمام بالتجارة الالكترونية
    الاستثمار في المستقبل من العمل الدراسي
    وضع قواعد عالمية كعنصر أساسي لمجتمع المعلومات
    كما تبنى الاتحاد الأوربي بأن الانترنيت هي محور النمو الاقتصادي.
    *في آسيا: إن اليابان أول دولة في العالم اهتمت بوضع خطة وطنية للمعلومات و ذلك عام 1972 و كانت تحت عنوان خطة مجتمع المعلومات و اتخذت ماليزيا جدول أعمال رؤية 2020 حيت تصبح دولة غنية بالمعلومات.
    كما وضعت الحكومة الهندية مقولة بناء الهند بأيدي الهنود و ذلك من خلال عبارة تكنولوجيا المعلومات للجميع.
    *في إفريقيا: أصدرت منظمة الوحدة الإفريقية في 3/5/1993 بإثيوبيا إعلانها بدعم تأسيس و إنشاء البنيات الأساسية للمعلومات تحت عنوان بناء طريق المعلومات الإفريقي كما اقترحت
    مجموعة من البرامج و الحصص التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
    *في العالم العربي: لقد وضعت إستراتيجية عربية للمعلومات و التي تشير إلى توجه العرب للدخول مجتمع المعلومات حيث حددت عدة أهداف من بينها:
    - الحفاظ على تدفق المعلومات من خلال بعض المبادرات.
    - ربط المجتمع العربي بشبكات اتصال و معلومات.
    - نشر الثقافة العربية عبر شبكات المعلومات الدولية )عبد الهادي،محمد فتحي.ص ص146،148(
    - خلق جيل جديد يستخدم و ينتج تطبيقات تكنولوجيا المعلومات

    الفصل الثاني: مكانة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات

    2-1-مكانة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات :

    عالم تكنولوجيا المعلومات، العالم الذي يتجه نحو التكتلات المعلوماتية ونحو شبكات الاتصالات بعيدة المدى. " الصفة التي أطلقت على العصر الذي نعيش فيه وهو عصر المعلومات " - المجتمع ما بعد الصناعي. - المجتمع المعلوماتي. - مجتمع المعرفة. رفض بعض الباحثين مصطلح " مجتمع المعلومات " ؛ لأن صناعة المعلومات أبرز ما يميز هذه الفترة. رغم أهمية المعلومات بشكل واضح في الحياة المعاصرة فإنها ليست أكثر من ظاهرة أخرى كالسيارات والكهرباء. - رأى الكاتب " محمد السيد سعيد " مصطلح مجتمع المعرفة أرقي من مجتمع المعلومات ؛ لأن مصطلح المعلومات غامض فليس هناك معلومات خام تسير بدون منظومة فكرية ما - أما المعرفة فهي منظومة من البيانات ذات دلاله ومعني. لأننا لا ننشد المعلومات بذاتها وإنما لما فيها من دلالة ومعني " مجتمع المعلومات والمعرفة ". يأتي مجتمع المعلومات بعد مراحل متعددة مر بها التاريخ الإنساني، وتميزت كل مرحلة بخصائص ومميزات، حيث شهدت الإنسانية من قبل، تكنولوجيا الصيد ثم تكنولوجيا الزراعة، وبعدها تكنولوجيا المعلومات، التي رسمت الملامح الأولى لمجتمع المعلومات هذا الأخير تميز "بالتركيز على العمليات التي تعالج فيها المعلومات، والمادة الخام الأساسية به هي المعلومة، التي يتم استثمارها بحيث تولد المعرفة، معرفة جديدة. وهذا عكس المواد الأساسية في المجتمعات الأخرى، حيث تنضب بسبب الاستهلاك، أما في مجتمع المعلومات فالمعلومات تولد معلومات، مما يجعل مصادر المجتمع ألمعلوماتي متجددة ولا تنضب" الأمر الذي يفسر أهمية المعلومات، ومكانتها كأهم مادة أولية على الإطلاق وهو ما يجعل المجتمع الجديد يعتمد في تطوره بصورة أساسية على هذا المورد، وشبكات الاتصال والحواسيب، ويتميز بوجود سلع وخدمات معلوماتية لم تكن موجودة من قبل، إلى جانب اعتماده بصفة أساسية على التكنولوجيا " الفكرية" أي تعظيم شأن الفكر والعقل الإنساني بالحواسيب، والاتصال والذكاء الاصطناعي ونظم الخبرة.
    في مجتمع المعلومات يشكل قطاع المعلومات المصدر الأساسي للدخل القومي والعمل والتحول البنائي ففي الولايات المتحدة فان قطاع المعلومات ينتج حوالي نصف الدخل القومي وفرص العمل، وتظهر اقتصاديات الدول المتقدمة في أوروبا إن حوالي 40 بالمائة من دخلها القومي قد انبثق من أنشطة المعلومات في منتصف السبعينات. رغم تعدد المفاهيم حول مجتمع المعلومات إلا أنه يمكن استشفاف، أن مجتمع المعلومات يتركز أساسا على إنتاج المعلومة والحصول عليها واستغلالها في خدمة أهداف التنمية والتطوير، من خلال وضع آليات وإدارة انسيابها بواسطة بنية تحتية للمعلومات وشبكات الاتصال. ويمكن القول أن أهم عناصر قيام مجتمع معلومات مبني على قيمة المعرفة وإتاحة عادلة للوصول إلى المعلومات هي تنمية الإدراك البشري ومهارة استخدام تكنولوجيا المعلومات.

    2-2-قيمة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات:

    شهد العالم تطورا ملحوظا من المجتمع الزراعي إلى الصناعي إلى التقني وصولا إلى الرقمي و الافتراضي .
    وكان تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات دورا أساسيا في ظهور صناعة قطاع المعلومات .وفي الستينات من القرن الماضي حيت أصبح إنتاج المعلومات و تجهيزها و توزيعها نشاطا اقتصاديا رئيسيا في معظم دول العالم .
    وأصبحت ملامح السمات البارزة هي تحول الاقتصاد الصناعي إلى اقتصاديات المعلومات ومن إنتاج السلع إلى إنتاج المعلومات و تسويق خدماتها .
    وشهد العالم عبر تاريخه الطويل تحولات كبيرة في طرق وأساليب الحياة والمعيشة• وقد استجدت لديه احتياجات عديدة بعد أن كان يعتمد على الزراعة لمدة من الزمن حتى حدثت الثورة الصناعية لتلبي له احتياجاته المستجدة وتغير بشكل جوهري أنماط حياته، ثم ما لبثت المجتمعات وخاصة المتطورة اقتصادياً أن تطوى صفحة العصر الصناعي لتفتح صفحة جديدة لعصر المعلومات الذي تعيشه اليوم• وقد أحدثت هذه الثورة نقلة هائلة في حياة الإنسان وغيرت الكثير من مفاهيمه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية• ومازالت هذه الثورة منتشرة وقوية بعد أن أخذ المجتمع الصناعي يتخلى عن مكانه لمجتمع جديد يعمل غالبية أفراده في المعلومات وليس في إنتاج السلع والبضائع•المعلومات مورد إستراتيجي أدركت الدول المتقدمة أهمية المعلومات كمورد إستراتيجي حيوي لا يقل أهمية عن الموارد الأخرى ولكونها عنصراً لاغني عنه في الحياة اليومية وفي اتخاذ القرارات وفي نشاطات البحث العلمي والركيزة الأساسية للتقدم العلمي والحضاري والتنمية• فمن يمتلك المعلومات ويستثمرها بشكل أفضل، ومن يمتلك نظم معلومات متطورة، هو الأقوى لأن قدرة الإنسان على استثمار الموارد المادية والبشرية رهينة بقدرته على استثمار المعلومات• واستثمار هذا المورد الحيوي هو المعيار الذي يعتمد عليه الآن في التمييز بين المجتمعات المتقدمة ومجتمعات الدول النامية.

    3-2-واقع صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات:

    ومن المعلوم أن تطور المجتمعات كنتيجة طبيعية للانتشار الواسع لتقنيات المعلومات والاتصالات وما أحدثته من تأثيرات في إعادة التشكيل ، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى تزايد انسياب وتدفـق كميات المعلومات عبر مختلف الوسائل المجتمعية ، وكان ذلك متغيراً محفزاً على الصعود والارتقاء من المجتمع الصناعي إلى المعلوماتي ، مما أدى إلى ارتفـاع معـدلات الناتـج القومـي للمعلومـات والمعرفـة ، وهـذا سيـؤدي بطبيعة الحال إلى تغييـر في أنماط الحياة والعمـل واحتياجات السـوق ، بمعنى إن عـدداً كبيـراً من الناس سيفقـدون مجالات أعمالهم التي ألفوهـا وتمكـنوا منهــا .
    أن المعلوماتية لـم تعـد تعنـي نقـل المعلومات لأوسع عـدد من الأفراد والمؤسسات فحسـب وإنما هي ذاك الفـرز المتواصل بين مـن يولـد المعلومـات (الابتكار) ويملك القـدرة على استغلالهـا وتوظيفهـا (المهارات) وبين المستهلك لها بمهارات محدودة ، الأمر الذي يستوجب علينا اكتساب مهارات التفاوض والحوار للتواؤم مع المستجدات المتلاحقة في عالـم المعلومات والمعرفة ، فلا عاصم اليوم من الإعصار المعلوماتي حيث أصبح الرهـان أم " الإلحاق او الانبطـاح والانسحـاق " بمعنى أما أن نكون أو لا نكـون خيارين لا ثالث بينهم .
    ولنتفق منذ البداية على أن الواقـع يفرض علينا التسليم والاعتـراف بضرورة التخطيط ، فنحن أمام تخلق نموذج مجتمعي جديد ستهيمن فيه المعرفة بكل صورها وتتحول بثبات إلى ما يطلـق عليـه باقتصـاد المعرفـة خالـقة بذلك فئـة جديـدة تعرف بعمال المعرفة ، لهذا لابـد أن نطـور من حياتنـا وان نمتلك الوسائل التي تمكننا من الالتحاق ، فهـل ننجح في كسب الرهان ؟ ونتمكن من إيجاد مكاناً مميزاً في هـذا العالم الجديد الذي فيه تتساقط الحدود وتتوحـد الأسواق وتتسع دائـرة المنافسـة وتتوالـد فيـه المتغيرات والمعاييـر .
    إن ذلك لـن يتأتى إلا بواسطة التخطيط الجيـد إذ أن قضية التخطيط والاستعـداد لتوجـه الاستراتيجي لمجتمع المعلومات يعتبر مدخــلاً للمعلوماتية وأداة من أدواته ، وخاصـة بالنسبـة للـدول النامية وذلك من خـلال التخطيط على المستوى المحلي ومن ثم التكتلات والتضامن لبنـاء نظـم وطنية للمعلومات ، فعالمنا المعاصر لم يعـد يعترف إلا بلغـة التجمعات والفضاءات الكبرى حيث أصبحت فرض أنماط ثقافيـة وقوالـب فكريـة مـن أهم القضايـا الفكريــة الشائكـة التى تحتم التخطيط ووضـع استراتيجية وطنيـة لمجتمع المعلومـات .
    والطرح أعلاه يعد بوابـة الأمان للدخول في الركـب للحـاق بالمجتمعات المتقدمـة بـل ومنافستـها ، ومن هنـا تبرز أهمية التخطيط كمرتكزاً أساسـياً لبنـاء المجتمع المعلوماتي القـادر على المنافسة فـي عصـر المعلومات.

    4-2 -مظاهر صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات:

    التحول من مجتمع صناعي الي مجتمع تكون المعلومات فيه أكثر اتساعا وتنوعا وهي القوة المسيطرة. - المجتمع الذي ينشغل معظم أفرادة بإنتاج المعلومات أو جمعها أو أختزانها. - المجتمع الذي تتاح فيه الاتصالات العالمية وتنتج فيه المعلومات بكميات ضخمة وتنوع بشكل ضخم وتصبح لها قوة تأثير على الاقتصاد. - المجتمع الذي يقوم أساسا على المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفائة في جميع مجالات النشاط المجتمعي " الاقتصاد ؛ المجتمع المدني ؛ السياسة ؛ الحياة الخاصة " للارتقاء بالحالة الإنسانية. - البيئة الاقتصادية والاجتماعية التي تطبق الاستخدام الأمثل للتكنلوجيا المعلومات والاتصالات " الانترنت " فان أحسن استخدام المعلومات وتوزيعها يعم النفع على الأفراد في جميع نواحي الحياة. جميع الأنشطة، والتدابير، والممارسات المرتبطة بالمعلومات، إنتاجا، ونشرا، وتنظيما، واستثمارا، ويشمل إنتاج المعلومات، أنشطة البحث والجهود الإبداعية والتأليف الموجه لخدمة الأهداف التعليمية والتثقيفية. كما أعتبر العديد من الباحثين مجتمع المعلومات كوسط اجتماعي أفضــل للمعلومات " وهو مجرد مجتمع رأسمالي، تعتبر المعلومات فيه سلعة أكثر منها موردا عاما" أي أن المعلومات التي كانت أساسا متاحة بالمجان من المكتبات العامة، والوثائق الحكومية أصبحت أكثر تكلفة عند الحصول عليها خصوصا بعد اختزالها في النظم المعتمدة على الحواسيب. وهذه النظم مملوكة في معظمها للقطاع الخاص، ويتم التعامل معها على أساس تجاري من أجل الربح. كما تم تعريف مجتمع المعلومات "كدائرة متحدة تهتم بالأوضاع العامة من حشود وروابط ومصادر متنوعة تتشكل ما بين المؤسسات والأفراد لرعاية اهتمامات المجتمع حول توفير وتبادل المعلومات، والمعرفة الهادفة إلى سرعة الحصول على المعلومات، وزيادة المعرفة". ورغم أن مفهوم مجتمع المعلومات لم يتبلور تماما في الفكر العالمي للعديد من الباحثين إلا أنهم اتفقوا على اعتباره المخاض العسير، الذي مرت به البشرية مند الستينيات بمناسبة خطاب النهايات، نهاية المكان، مصانع بلا عمال، نهاية المسافة، تعليم بلا معلميـن نهاية المدينة، مجتمع بلا نقد، نهاية الكتاب، كتابة بلا أرقام، نهاية الورق مكتبات بلا رفوف".
    لابد من وضع التخطيط الشامل ووضع آلية التنفيذ وهي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق النظام المؤسسي وتلك النظم التي تمثل مهن المعلومات وصناعة المعلومات والمستفيدين من المعلومات والبدء من وضـع آلية مشتركة تحت رعاية وإشراف مؤسسة عليا رسمية بالدولة مع مراعاة التنسيق في المهام والواجبـات والمقصود بالتنسيق وجــود تشريع قانونـي يحدد المهام والمسؤوليات بشكل يحد من الازدواجية ويعمـل على تحقيق التكامـل والتوازن من اجـل تعبيـد طريق المعلومات وربطه بالاقتصاد والتنمية وتحقيق التقدم والرفاه
    .
    5-2-ادوار صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات:

    إن الثورة الهائلة التي نعيشها اليوم، و التي تقوم أساساً على تزاوج وسائل الاتصال عن بعد مع شبكات المعلومات و الحواسيب بخاصة، قد أعطت إلى مجتمع المعلومات إنجازات و نجاحات أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع إنها ثورة معلوماتية في طريقها إلى تغيير روتين المجتمعات تغييرا جذريا، كما غيرته الثورة الصناعية خلال القرون الماضية , لأنها تحولات أعطت الصدارة للمعلومات، فأخذت تلعب أدوراً وكبيرة و حساسة في جميع المجالات : الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية لتولد بذلك عصرًا جديدا هو المواجهة الحضارية ، حيث لا يُقاس تقدم الأمم بما لديها من أسلحة و إنما بقدرتها على مواجهة هذه الثورة المعلوماتية - التكنولوجية الفائقة .
    هذا وفي رأي أن ليست العبرة بوجود المعلومات، وإنما بتوافر مقومات استثمارها ، ولا تقتصر مقومات الاستثمار على الجوانب التنظيمية التي تضطلع بها مرافق المعلومات فقط، و إنما تشمل أيضاً المستفيد الواعي الحريص ، ولعل أهم ما تمتاز به الدول المتقدمة على الدول النامية هو التميز النوعي في الموارد البشرية على المستوى العام . ويرجع هذا التمييز النوعي إلى مجموعة من العوامل في مقدمتها توافر مقومات استثمار المعلومات ؛ولهذا العامل انعكاساته المباشرة على غيرة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والصحية و التعليمية.

    6-2-أهمية صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات:

    أدرك المفكرون والفلاسفة منذ وقت طويل أهمية العلم وقوة المعرفة. فقد كتب ((فرنسيس بيكون)) قبل ما يقرب أربعة قرون أن ((المعرفة قوة))، وتحدث آخرون عن أهمية العلم و التقافة في التحولات التي شهدتها البشرية في مراحل انتقالها الحاسمة.
    فالقوة بمعناها التقليدي قد تحولت بما يتناسب والتطور الحضاري للمجتمعات الإنسانية. فبينما كانت القوة العسكرية هي الحاسمة في عصر الزراعة، أصبحت القوة الاقتصادية هي المهيمنة في عصر الصناعة، ويتوقع علماء ((المستقبليات)) أن تكون المعرفة وتطبيقاتها التكنولوجية أبرز مظاهر القوة مع التحول الذي نشهده في بداية عصر المعرفة أو مجتمع المعلومات.
    يبدو واضحاً اليوم أننا إزاء شكل جديد من التطور المجتمعي يعتمد في سيطرته ونفوذه على المعرفة عموماً والعلمية منها بشكل خاص. مثلما يعتمد على كفاءة استخدام المعلومات في كل مجالات الحياة، حيث يتعاظم فيه دور صناعة المعلومات بوصفها الركيزة الأساسية في بناء الاقتصادات الحديثة، وتتعزز فيه مكانة الأنشطة المعرفية لتتبوأ أكثر الأماكن حساسية وتأثيراً في منظومة الإنتاج الاجتماعي. وغالباً ما يطلق على هذا التحول وبصورة خاطئة ((عصر ثورة المعلومات)) ذلك لأن المعلومات لا تشكل إلا جزءاً من الثورة المعرفية التي تقوم على العلم والتقدم التكنولوجي في مجالات البيولوجيا ونظريات ((الكم)) وميادين المعلومات والاتصالات والتفاعل المستمر بين هذه الحقول الثلاثة.
    وكان التطور الأبرز في هذا المشهد ظهور نمط معرفي جديد يقوم على وعي أكثر عمقاً لدور المعرفة والرأسمال البشري في تطور الاقتصاد وتنمية المجتمعات وهو ما يطلق عليه ((اقتصاد المعرفة)). فقد أصبحت المعرفة مورداً اقتصادياً يفوق بأهميته الموارد الاقتصادية الطبيعية، بل إن القيمة المضافة الناتجة عن العمل في التكنولوجيا كثيفة المعرفة تفوق بعشرات وربما مئات المرات القيمة المضافة الناتجة عن العمل في الزراعة أو الصناعة التقليديتين. ويكفي إلقاء نظرة مقارنة على مساهمة القطاعات الاقتصادية والشركات التي تعمل في مجالات الذكاء الصناعي والبرمجيات والتقانات الحيوية والزراعة المعدلة وراثياً وبعض أنواع العقاقير إضافة إلى الاتصالات وأنظمة التسلح، للتأكد بأن المعرفة قد أدخلت المجتمعات المعاصرة التي تحتكر الإنتاج في هذه القطاعات في المرحلة ما بعد الصناعية فقد زاد حجم السوق العالمية للمعلوماتية عن تريليون دولار منذ عام الألفين.
    ترتب على هذه التحولات نتائج وآثار مباشرة وبعيدة المدى في آن. فلم تعد المعرفة سلطة وقوة فقط، بل أصبحت أبرز مظاهر القوة في عالم اليوم ولم يعد مجدياً بالنسبة للدول والمجتمعات التي تحاول تنمية اقتصاداتها واللحاق بركب التقدم العلمي تجاهل هذه الحقائق أو التأخر في أخذها بالحسبان.

    الفصل الثالث: صعوبة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات وتطوراته

    1-3- تطورات صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات:

    وقد شهد العالم عبر تاريخه الطويل تطورات متلاحقة وتحولات كبيرة في طرق وأساليب الحياة والمعيشة. وقد استجدت لديه احتياجات عديدة فبعد أن كان يعتمد على الزراعة لمدة من الزمن تحول إلى الصناعة من اجل تلبية احتياجاته حيث شهدت الثورة الصناعية الكبرى الأولى في القرن الثامن عشر، الذي تميز بالتخلي عن الآلات اليدوية بعد اختراع الآلات البخارية وأساليب التعدين، وبدأت الموجة الثانية للثورة الصناعية بعد مرور عصر واحد على ذلك عندما تم استحداث الكهرباء والمحركات ذات الاحتراق الداخلي والمواد الكيميائية المستحدثة بواسطة الأبحاث العلمية وعمليات صب الصلب الفعالة، وتكنولوجيا الاتصال الأولى كنظم التلغراف والهاتف والبريد وقد أفضت الموجة الأولى إلى الثورة الزراعية والموجة الثانية إلى الثورة الصناعية التي سمحت بإتباع سبل الاستدلال والمنهجيات العلمية النسقية والمنظمة.أما العصر الحالي فهو يخضع للمعايير ويتميز بظهور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. فسمات المجتمع وخصائصه المتغيرة، وكذلك نظامه المتغير، تؤدي على وجه التحديد وبكل وضوح إلى نشأة مجتمع المعلومات والمعرفة.
    لقد كان للتطورات التي شهدها العالم في مجال الاقتصاد والتقنية دور كبير في بزوغ صناعة المعلومات ، فمنذ الستينيات الميلادية من القرن العشرين ظهر قطاع المعلومات كقطاع مهم من قطاعات الاقتصاد ، حيث أصبح
    إنتاج المعلومات وتجهيزها وتوزيعها نشاطاً اقتصادياً رئيساً في أغلب دول العالم . وأصبح من الملامح البارزة في الوقت الراهن التحول من اقتصاد الصناعات إلى اقتصاد المعلومات ، ومن إنتاج البضائع والسلع إلى إنتاج المعلومات (عبدالهادي : 1999م ، 127 – 128) .
    ويلاحظ في دول العالم المتقدم وبخاصة الدول المعلوماتية ( التي تحولت من مجتمعات صناعية إلى مجتمعات ما بعد الصناعة حيث يعتمد اقتصادها على المعلومات بشكل جوهري ) أنه تتوافر فيها مؤسسات عديدة تعنى بإنتاج المعلومات وتعبئتها ووضعها في قالب جاهز للاستخدام . وأصبحت المكتبات ومراكز التوثيق والأرشيف والمعلومات في تلك الدول تتنافس على القيام بمسؤولية جمع المعلومات بمختلف الأوعية وتنظيمها وتيسير الوصول إليها . وتحتكر الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص الصناعات الثقافية والمعلوماتية .
    ونتيجة لتلك التطورات أصبح من الطبيعي أن يطلق على العصر الحاضر عصر المعلومات، أو عصر ما بعد الثورة الصناعية ، حيث شهد العالم تحولاً جذرياً من اقتصاد الصناعات إلى اقتصاد المعلومات ، وبعبارة أخرى فقد تحول المجتمع إلى المعلوماتية INFORMATIZATION ، أي الانتقال من الزراعة إلى الصناعة إلى الخدمات ثم المعلومات (بدر وآخرون : 2001م ، 38) . ولذا فإن قطاع المعلومات يعد حالياً هو القطاع الرابع في النشاط الاقتصادي ( إلى جوار القطاعات الاقتصادية الأخرى المتمثلة في الزراعة والصناعة والخدمات ) . ويمتاز هذا العصر بزيادة عدد القوى العاملة في قطاع المعلومات ، حيث وصل عددها إلى أكثر من 50% من مجموع القوى العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال التسعينيات الميلادية من القرن العشرين . كما يمتاز العصر المعلوماتي بالنظرة إلى المعلومات على أنها سلعة COMMODITY ، وتوظيف الاتصالات بغرض تكوين شبكات تلبي احتياجات الأفراد المعلوماتية بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية (الغندور ومتولي: 2001م ، 265)

    [3-2-مقومات صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات:[/color]

    ومن هنا يصبح بإمكاننا التأكيد على نتيجة هامة وهي انه لن يكون لاى مجتمع دوراً حتى ولو هامشيا إلا بالحصول على المعلومات وتوظيفها والتحكم بها ، لقد كانت المعلومات مند ربع قرن من الزمان تعتبر المورد الخامس من موارد الدول المتقدمة بعد الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة ولكنها الآن قفزت إلى المرتبة الأولى من بين تلك الموارد ، حيث أصبحت معظم الصادرات عبارة عن معلومات وما يدور في فلكها ، وعلى هذا الأساس تسعى معظم الدول لصياغة سياسة وطنية للمعلومات تنسجم مع أهداف خطة التنمية الوطنية بكل القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ...الخ ولتحقيق ذلك يستوجب في السياسة الوطنية للمعلومات أن تتضمن الجانب التقني وان تكون من أهم العناصر الأساسية في إطار خطط التنمية الوطنية .
    إذ أن الاستراتيجيات تعد من الضرورات التي تتشكل على أساسها رؤية متكاملة لتعميق الوعي بأهمية المعلومات ودورها في البناء والتقدم العلمي والحضاري ، كذلك إيجاد اهتمام لتطوير واقع البني الوطنية للمعلومات وإرساء دعائـم النظـام الوطني للمعلومات الذي يسهم في تكوين مرتكزات نظام مؤسسي معلوماتي بالدولة في إطار مركزية إدارية منسقة ، تستهدف جمع وتنظيم وحفظ وتحليل المعلومات وتيسير انسيابها والإفادة منها كذلك إنتاج المعرفة وتصنيع البرمجيات والأجهزة ، مع الآخذ في الاعتبار ضرورة ربط الإستراتيجية الوطنية للمعلومات والاتصالات بالإستراتيجية القومية على مستوى الوطـن العربي لإيجاد نظام عربي موحد للمعلومات .
    إذ تُعد قضية إيجاد شبكة اتصالات لضمان الوصول السريع للمعلومات وزيادة التواصل المعرفي الفكري الذي يعد صناعة وخدمة ضمن إطار قطاعي متكامل يشمل البنيـة التحتية للخدمات التقليدية وإعـداد او تصنيع التجهيزات والأدوات ومن ثم إنتاج أدبيات فكرية من أهم مقومات المجتمع المعلوماتي الناجح كذلك الارتفاع بمستوى الإنتاجية في إطار التنافس الصناعي والتجاري بما يحقق مكاسب للمجتمع ، بمعنى أن ارتفاع معدلات الإنتاج مبنية أساساً على استخدام المعلومات كمورد يـؤدي بـدوره إلى نمو الابتكار والإبداع الفكري وبالتالي يصبـح الاقتصاد منافساً وهذا من شأنه زيادة القيمـة المؤدية إلى زيـادة الدخـل القومي ، وهذا لا يتأتـى إلا بتوفر قـوة فكريـة ماهـرة .

    3-3-صعوبة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات:

    1-نقص الدعم المؤسسي.
    2-عدم توافر البيئة المناسبة لتشجيع العلم.
    3-انخفاض المؤهلين للعمل في البحث و التطوير الأمر الذي يتطلب إعادة هيكلة الإنفاق العام و تحديد الأولويات .
    4-إن ثورة المعلومات التي أصبحت هي الميزة الرئيسية للقرن الحادي و العشرين تأثرت أو تداخلت مع ثورة أخرى و هي ثورة وسائل الاتصال الحديثة و كل هذا إلى انفجار معلومات كبيرة جدا بحيث أصبح من العسير على الإنسان استيعاب كل المعلومات المتوفرة و دراستها و استغلالها كما ينبغي هذه الصعوبة أن تحتم على الأفراد و المجتمعات تطوير تقنيات و أساليب تجميع و تخزين و معالجة المعلومات بطريقة رشيدة و ذكية و عقلانية.
    5-يرى أن المجتمع يتغير بصفة أساسية تحت تأثير استخدام تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات و هذا راجع إلى :-القوى العاملة في المعلومات في المجتمع ما بعد الصناعي .
    -الحاسبات و ثورة المعلومات.
    6- يواجه الواقع العربي نقصا شديدا في البيانات و المعلومات بالمنطقة العربية إلى جانب غياب التخطيط الشامل .
    7- ضعف عملية التنسيق و التعاون بين الهيئات و المنظمات على مختلف نشاطاتها .
    8- اتساع الفجوة العلمية و فجوة نظم المعلومات و الفجوة التقنية مما يستدعي صياغة اتجاهات جديدة تراعي التركيز على تكنولوجيا المعلومات .
    9- طرح التطور التكنولوجي في جميع الميادين مشاكل أخلاقية و صعوبات جعلت من الدول العربية تتخبط في العديد من القضايا التي لم تجد لها حلولا قابلة للتنفيذ في الواقع الآمر الذي حول أنظار العالم إلى ضبط إطار أخلاقي يحدد التعامل مع الثورة المعلوماتية .

    4-3-سبل تجاوز صعوبة صناعة المعلومات داخل مجتمع المعلومات:

    * النقص الكبير في الكوادر المعلوماتية عائق يجب تجاوزه لتأسيس صناعة معلومات قوية
    * سوق تقنية المعلومات والاتصالات كبير بما يدعم صناعات محلية معلوماتية قادرة على المنافسة عالميا
    تمر المجتمعات في عصرنا الحاضر بعمليات تحول كبيرة، حيث تتحول من مجتمعات صناعية أو زراعية إلى معلوماتية ومعرفية. ويتوقع أن تكون المجتمعات الحديثة ذات طبيعة معلوماتية لعشرات من السنين القادمة. كما يتوقع أن يتم القيام بجميع الأعمال المختلفة بطرق غير تقليدية بالاعتماد على المعلومات والتقنيات المختلفة، وهذا يتطلب صناعة معلوماتية كبيرة ومتعددة.
    وتوضح الإحصائيات أن حجم صناعة تقنية المعلومات والاتصالات العالمية كبير ويتميز بنسبة نمو عالية نسبيا. وتشير، كذلك الإحصائيات وواقع الدول أن هذه الصناعة تستطيع أن تؤثر في اقتصاديات الدول تأثيرا جذريا، حيث يمكن أن تساعد في مضاعفة الناتج القومي الإجمالي، وتوفير فرص وظيفية كبيرة ذات دخل مرتفع نسبيا، وزيادة الإنتاجية والقدرة على المنافسة، وبذلك تمثل هذه الصناعات خيارا استراتيجيا رئيسا لبعض الدول.
    *خطط واستراتيجيات:
    وقد قامت عدة دول بتطوير خطط، واستراتيجيات، ومبادرات تدعم توجهاتها وطموحاتها منذ عام 1980م فأغلب الدول وضعت ونفذت خططا ومبادرات لاستخدامات تقنية المعلومات والاتصالات بهدف التحول إلى مجتمعات معلوماتية، وذلك بدرجات متفاوتة.
    ونجد في المقابل أن هناك دولا معينة تعتمد على صناعة تقنية المعلومات والاتصالات لدعم اقتصادياتها، مثل الهند وايرلندا، وكوريا واستراليا وأميركا وتتميز دول مجلس التعاون بمميزات عدة وظروف خاصة تشجع على الاستثمار في الصناعات المعلوماتية، حيث تتمتع بأسواق كبيرة نسبيا، ولديها شريحة كبيرة من الشباب، وتوفر رؤوس أموال كبيرة، وانتشار بنية تحتية مناسبة.
    *الصناعة المعلوماتية:
    وأضاف هناك تداخل كبير بين تقنية المعلومات والاتصالات، وقد أدى ذلك إلى صعوبة فصلهما في الدراسة، والتحليل، والإحصائيات ووضع توقعات مستقبلية فكثير من الدول والمنظمات المختصة تتعامل معهما سويا، كمنظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD) والاتحاد الدولي للاتصالات ولهذه الأسباب ستركز هذه الورقة على تقنية المعلومات والاتصالات بشكل مترابط ويلاحظ عدم وجود تعريف دقيق متبع عالميا لتقنية المعلومات والاتصالات، فبعض هذه التعاريف يتضمن صناعة الإعلام، والالكترونيات وهذا له تأثير كبير في الإحصائيات ذات العلاقة كحجم سوق تقنية المعلومات والاتصالات ومساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي ونسبة التوظيف والتصدير فلذلك يجب التعامل مع هذه الإحصائيات بحذر وهناك اتفاق على عناصر أساسية لهذا القطاع، فيمكن تقسيم تقنية المعلومات إلى : البرمجيات، والخدمات والأجهزة وتقنية المعلومات الداخلية (تشمل النفقات الداخلية للمنشآت كالموظفين والتطوير والبحث داخل المنشأة).

    *صناعات إستراتيجية:
    وتعتبر بعض الدول صناعة تقنية المعلومات والاتصالات كأحد الصناعات الإستراتيجية الرئيسة لها، ومصدر رئيس للدخل والتوظيف، وتساهم مساهمة فعالة في الناتج المحلي الإجمالي وقد ركزت بعض هذه الدول على الأسواق المحلية بشكل رئيس كالبرازيل، وبعضها ركز على الأسواق العالمية كالهند وايرلندا ونجد في المقابل إن بعض الدول قررت عدم الدخول بشكل قوي في صناعة تقنية المعلومات والاتصالات، وذلك لأسباب مختلفة فتشمل هذه الأسباب ما يلي صغر حجم السوق المحلي وصعوبة المنافسة في الأسواق العالمية. وعدم توفر كوادر معلوماتية عالية التأهيل مقارنة بالمقاييس العالمية وعدم توفر آليات التمويل المناسبة. وعدم مناسبة البيئة المحلية وذلك يشمل البني التحتية والأنظمة والتشريعات. وجود قطاعات أخرى أكثر جاذبية.
    والجدير بالذكر بان مستوى المجتمع ألمعلوماتي للدول ليس بالضرورة مؤشر على مستوى صناعة تقنية المعلومات والاتصالات، فدولة الهند تتمتع بصناعة برمجيات قوية، ولكنها لا تتمتع بمجتمع معلوماتي عالي المستوى ومن جهة أخرى فان توفر مجتمع معلوماتي عالي المستوى يساعد على توفير العوامل المساعدة لقيام صناعة معلوماتية قوية.
    *تغير وتطور :
    وتتميز صناعة تقنية المعلومات والاتصالات بسرعة التغير والتطور، وذلك لكونها في مرحلة النضج. وهذا ينعكس على خطورة هذه الصناعة، حيث تعتبر من الصناعات (الخطرة) ذات الديناميكية العالية بالإضافة إلى وجود توقعات عالية وليست بالضرورة صحيحة ويمثل ما حصل في السوق العالمية في عام 2000 من (تصحيح) تأكيد على ذلك حيث كانت نسبة نمو الحاسبات الأميركية بالسالب بأكثر من 30 في المائة.

    *متطلبات تنمية الصناعة المعلوماتية :
    وأضاف يتطلب قيام صناعة معلوماتية قوية، تساهم مساهمة حقيقية في الاقتصاد الوطني، متطلبات مختلفة وقد تختلف هذه المتطلبات من دولة إلى أخرى بحسب طبيعة الأدوار التي تطمح أن تعلبها، والمرحلة التنموية التي تمر بها الدولة وابرز هذه المتطلبات ما يلي : دعم السلطة العليا في الدولة بشكل مستمر وقوي لرؤية وطنية للصناعات المعلوماتية.
    وكوادر وطنية معلوماتية، مؤهلة بدرجات متفاوتة تمتلك درجات عالية من روح المخاطرة، والالتزام، والتعاون.
    وبيئة بحث وإبداع وتطوير مناسبة لاحتضان وقيام مؤسسات صغيرة ومتوسطة، وذلك يشمل مناطق وحدائق التقنية والحاضنات.
    وبنية تحتية لتقنية المعلومات والاتصالات تمكن من القيام بالعمليات الالكترونية بفاعلية ويسر، وذلك يتطلب نواحي متعددة كشبكات عالية السرعة، وتوفر هواتف، وبنية المفاتيح العمومية ومواصفات ومقاييس.
    وأنظمة وتشريعات مناسبة، وذلك يشمل أنظمة حقوق الملكية وبراءات الاختراع، وأنظمة عدم الاحتكار وتشجيع المنافسة والضريبة والعمل والأنظمة التجارية الأخرى.
    وآليات التمويل، وذلك يشمل مؤسسات المال المخاطر وصناديق الدعم والتمويل المختلفة.
    وتتميز الصناعات المعلوماتية بالاعتماد على الكوادر المؤهلة بشكل كبير ، وتتميز هذه الفئة بصغر العمر نسبيا ، وهناك نقص كبير في كوادر خليجية معلوماتية ذات تأهيل مناسب ، وتتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة عالية من الشباب الذين يمكن أن يتم تأهيلهم في مجالات الصناعات المعلوماتية ، وهذا يتطلب زيادة مخرجات التعليم في هذا المجال مع التركيز على تخصصات معينة وقدرات علمية ومهارية محددة ، ويجب أن تكون هذه التخصصات ، والقدرات مرتبطة بالرؤية ، فإذا كانت الرؤية تشمل صناعة برمجيات ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، فذلك يتطلب التركيز على هندسة البرمجيات ، وإدارة المشاريع ومهارات والمبادرة وتحمل المخاطرة وأساسيات تجارية.
    وتتطلب الصناعات المعلوماتية عملية مستمرة وطويلة من البحث، والإبداع، والتطوير، وهناك متطلبات أساسية لدعم هذه العملية. فيلاحظ أن الدول المصنعة للمنتجات المعلوماتية تنفق نسبة عالية من مخصصات البحث، والإبداع، والتطوير الإجمالية على هذه الصناعات. هذه المخصصات الإجمالية للبحث والتطوير لبعض الدول قد تصل إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي. وذلك ينعكس في براءات الاختراعات في مجال تقنية المعلومات والاتصالات ومن الملاحظ أن معدل الإنفاق على البحث والإبداع والتطوير على تقنية المعلومات والاتصالات في دول الخليج يعتبر متدني جدا.

    الخاتمة:


    قائمة المراجع:


    1*قاسم،حشمت:علم المعلومات بين النظرية و التطبيق ،دار غربي للطباعة.القاهرة،د ت.
    2*هيل،مايكل:أثر المعلومات في المجتمع :دراسة لطبيعتها وقيمتها و استعمالها ،مركز الإمارات للدراسات و البحوث.أبو ظبي ،2004.
    3*عبد الهادي،محمد فتحي: مجتمع المعلومات بين النظرية و التطبيق ،الدار المصرية اللبنانية.القاهرة، 2007
    4*اليافي،شادن:الإنسان و المعرفة في عصر المعلومات ،دارالعبيكان.الرياض،
    *مواقع النترنت.
    *السريحي ، حسن عواد ؛ وشاهين ، شريف كامل . مقدمة في علم المعلومات .- جدة: دار الخلود للنشر والتوزيع ، 1417هـ .
    *علوي .هند:مقال بعنوان :مجتمع المعلومات .متاح على ال


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 7:42 am