الرئيسية
"ليفي: الدجاجة المتوحشة" هو فيلم كرتون كوري رأى النور في الصيف الماضي واستمر عرضه لمدة شهرين متتالين حقق فيهما رواجا، ووجد تجاوبا ملحوظا من قبل الجمهور الكوري.
الفيلم مقتبس من كتاب أطفال حقق هو الآخر رواجا هائلا ويحمل نفس العنوان وهو عبارة عن حكاية مغامرات مثيرة ومؤثرة عن الدجاجة ليفي التي هربت من مزرعة دواجن ووجدت نفسها في عالم كبير وعريض. " ليفي الدجاجة المتوحشة " هو أول فيلم كرتون كوري في التاريخ يحقق مبيعات قياسية، وشاهده أكثر من مليون مشاهد، بل إن حجم مشاهداته بلغ 2.2 مليون مشاهد. كما أن مبيعات الكتاب والقرص المدمج الذي صدر بعد الفيلم تضاعفت عدة مرات وحققت أرقاما قياسية هي الأخرى. ولم يقتصر النجاح على كوريا وحدها بل تعداها ليحقق نجاحات ملحوظة في العديد من الأسواق العالمية مما عزز من قوة ورواج الموجة الكورية هاليو.
تبدأ الحكاية داخل مزرعة لتربية الدواجن، حيث تعيش أعداد من الدجاج داخل أقفاصها وتتناول غذائها بواسطة أحدث الماكينات والوسائل الآلية حتى تتمكن من القيام بالمطلوب منها وهو وضع البيض، ثم الذبح في الأوقات المناسبة من أجل لحومها الضرورية للاستهلاك البشري. غير أن هناك دجاجة بعينها تدعى "ليفي" قررت أن تتحدى ذلك وتتمرد وترفض مواجهة ذلك المصير المحزن والمحتوم. وبعد أن تأكدت من أن الدجاج الهزيل المفتقر للتغذية الصحيحة يصبح عرضة للتخلص منه، بدأت ليفي في التمرد ورفض تناول الغذاء، مما أدى إلى ضعفها وهزالها. كان كلما قرصها الجوع تذكرت رغبتها في التمرد والهروب واستمرت في رفض الأكل حتى تحقق لها ما أرادت فطردت من المزرعة. ووجدت ما تتوق له من حرية، لكنها كانت حرية بائسة قصيرة الأجل وسرعان ما بدأت مأساتها الحقيقية.
تعرضت ليفي إلى مغامرة مثيرة وخطيرة مع ثعلب ماكر، لولا أن تم إنقاذها بواسطة بطة برية ثم وجدت نفسها تقوم بحضانة بيض تلك البطة التي قتلها الثعلب. كانت تعتني عناية كبيرة بذلك البيض، وكانت تتذكر دائما تلك الكميات الكبيرة من البيض الذي وضعته إبان وجودها في المزرعة دون أن تتمكن من حضانة بيضة واحدة منها، وهي التي ظلت طول عمرها تتمنى من أن تكون أما لفرخ. ومن خلال بيض البطة الذي حضنته، خرج للحياة الفرخ "غريني". ورغم أنه لم يكن فرخا منها ومن نسلها إلا أنها فرحت به فرحا عظيما وقررت أن تعيش معه أمام الجميع كأم وطفلها.
أرادت ليفي أن تجعل من الفرخ غريني فرخا متفتحا قادرا على أن يعيش حياة طبيعية طيبة وآمنة ولذا قررت أن تذهب به نحو مستنقع بعيد خال من الحيوانات المفترسة.
المغامرة التي خاضاها داخل الغابة المظلمة الكثيفة كانت من بين أكثر المشاهد إثارة وأحبها إلى نفس المخرج أو. كانت الغابة مليئة بالدفء والحيوية لكنها كانت كذلك مصدرا ممكنا لكل أخطار الطبيعة القاسية. وكانت، بالنسبة لليفي وغريني رحلة مليئة بالرعب والشجاعة والفضول في نفس الوقت، وبالإثارة لكل المشاهدين.
واجهت الدجاجة وطفلها فرخ البط مواقف صعبة وخطرة، لكنهما تمكنا من تجاوزها والتغلب عليها سويا. كانت ليفي تراقب بمشاعر مختلطة من السعادة والفخر والخوف والقلق، ذلك الصغير غريني وهو يتعلم السباحة والطيران والجري. وعندما أجاد وأتقن كل ذلك هرب وطار ليلتحق بسرب من البط حيث ينتمي.
وبعد أن شاهدت غريني وهو يطير ويحلق في الهواء ملتحقا بسرب البط، قررت ليفي أن تنتحر وأن ترمي بنفسها أمام ثعلب جائع في مشهد مؤثر ومحزن أبكى الكثير من المشاهدين.
كان نجاح الفيلم واضحا جليا رغم أنه صُور على أساس بعدين ولم يكن ثلاثي الأبعاد مثل كل أفلام الكرتون الكبيرة المعروضة الآن. أكثر فيلم كرتون كوري نال أكبر درجة مشاهدة كان الفيلم الرقمي "الروبوت تيكوان V" والذي عرض في 2007 والذي شاهده 720 ألف مشاهد في حين أن فيلم "ليفي" حطم كل الأرقام القياسية في أقل من 11 يوما وبلغ عدد مشاهديه 2.2 مليون شخص. فيلم الدجاجة ليفي كان قصة معبرة مؤثرة أسرت قلوب المشاهدين صغارا وكبارا، ومن المؤكد أنه سيبقى في ذاكرة أكبر عدد من الأطفال لسنوات طويلة، خاصة بسبب تلك النهاية المؤثرة والمعبرة في نفس الوقت. هوانغ سون مي هي المؤلفة الأصلية للقصة استمتعت أيضا بالفيلم وترى أنه عبّر عن كل ما قصدت إبرازه، بل وأضاف أبعادا جديدة لم تتضمنها الحكاية الأصلية.
"ليفي : الدجاجة المتوحشة" فيلم يؤكد أن سينما الكرتون في كوريا تتقدم وتتطور بخطى حثيثة، وأن صناعة سينما الرسوم المتحركة في كوريا صناعة واعدة يتوقع لها النجاح.
الفيديو لاعلان الفيلم على هذا الرابط :
http://world.kbs.co.kr/arabic/program/program_movie_detail.htm?No=288
