هنا "راك جوجاي" وهو بيت عمره 130 عاما يقع في الحي التقليدي "جاهوي دونغ" في ضاحية قريبة من سيول. اسم هذا البيت "راك جوجاي" وعمره 130 عاما. هنا كان أول موقع للجمعية الكورية "شين تان" وهي مؤسسة أكاديمية للدراسات الكورية. تم ترميم البيت ليكون مكانا مناسبا لتعريف الزوار الأجانب بنوعية البيوت الكورية التقليدية. يضم البيت خمس غرف مدفأة بنظام اون دول التقليدي وملحق بكل غرفة حمّام.
راك جوجاي كلمة تعني مكان للاستمتاع بالقديم بقلب مفتوح ومزاج رائق. ضمت هذه الغرف قبل حوالي 130 عاما عددا من مفكري ومثقفي مملكة جوسون وتم تجديد وترميم البيت هذه الأيام ليقدم تجربة فريدة للزوار والسياح خاصة الأجانب منهم. البيت مشيّد في شكل مربع ويتوسطه فناء. البيت ما زال يتمتع بشكله التقليدي القديم من بركة وسرادق وصالون خشبي مفتوح السطح. المكان مناسب تماما لفهم التراث الكوري التقليدي والاستمتاع به خاصة في فصل الشتاء عندما توشك الرياح على التجمد بسبب تدني درجات الحرارة مما يجعل الوجود والاسترخاء داخل الغرف الدافئة والمدفئة بالنظام التقليدي أمرا ممتعا ومريحا. كوريا فخورة بثقافة تدفئتها التقليدية اون دول لأنه نظام تدفئة فريد ومتميز، ولا يشعر الشخص بعظمته وأهميته إلا في عز الشتاء.
لدى المرور أمام البوابة الأولية يشاهد الشخص مجموعة من الجِرار الخزفية التي تحتوي على صلصة الصويا التقليدية.ووراء الجرار يقف " راك جوجاي" وهو بيت تقليدي جذاب وساحر. بيوت الضيافة التقليدية هذه صارت ذات شعبية كبيرة وسط الكثير من السياح الأجانب بسبب شكلها الجذاب ومنظرها الهادي ومواصفاتها التقليدية البديعة التي لا تتوفر في الفنادق أو حتى الاستراحات الحديثة. لهذا فسيل الزوار الأجانب في زيادة مستمرة حتى وصل مائة ألف في 2010.
البيوت الكورية التقليدية "هان اوك" صارت معروفة للعديد من الأجانب من خلال الأفلام والمسلسلات الكورية وخاصة التاريخية منها. الموجة الكورية والشعبية والرواج الهائل للفنون والموسيقى الكورية في الخارج دفعت العديد من السياح الأجانب لزيارة كوريا والاستمتاع بالثقافة الكورية الفريدة.
الموجة الكورية هاليو كانت بمثابة دعوة للعديد من السائحين الأجانب لزيارة كوريا والعيش داخل بيوت ضيافة كورية تقليدية وهي متوفرة بالنسبة للكثير من السياح خاصة في المناطق القديمة من مدينة سيول وفي الضواحي التاريخية المحافظ عليها كتاريخ وتراث.
يمكن للسائحين الأجانب المكوث في هذه البيوت التقليدية حيث النوم الهادي المريح فوق الأرضيات الدافئة. ربما يكون بعض الأجانب غير معتادين على النوم على الأرض لكنهم هنا يستمتعون بذلك بشكل يبدو جليا على ملامحهم الراضية.
قضاء ليلة في هذه البيوت التقليدية يكلف نحو مائة دولار في اليوم وأغلب الغرف محجوزة بالكامل ولفترات طويلة قادمة كما أكدت لنا المديرة.
قد تختلف البرامج من مكان لآخر ولكن أكثر بيوت الضيافة التقليدية تقدم برامج ثقافية وتقليدية متنوعة ووجبات وأطعمة ومشروبات تقليدية وقد يقوم بعض الضيوف بطهي وإعداد وجباتهم الخاص على الطريقة الكورية بمساعدة أشخاص مقتدرين وبمواد ومكونات كورية وكل ذلك يشكّل في مجمله تجربة ثقافية كورية فريدة.
الطلب لبيوت الضيافة الكورية التقليدية يشتد مع اشتداد الشتاء وذلك بحكم ما تتمتع به من تدفئة ممتازة بسبب نظام اون دول.
اون دول يضمن نوما هادئا عميقا ومريحا على أرضية الغرف المدفئة حسب ثقافة النوم الكورية. يمكن الحصول على أول سجلات خاصة بنظام اون دول في كوريا في الكتب الصينية القديمة الخاصة بتاريخ مملكة كوكوريو الكورية التي حكمت في الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية من القرن الأول وحتى السابع. تضمن أحد الكتب وصفا للكوريين وهم يشقون نفقا تحت الأرض لتدفئة بيوتهم بواسطة حرق الحطب في فوهة النفق. نظام تدفئة اون دول هو ما جعل الحياة ممكنة للكوريين.
البيت الكوري التقليدي هانوك ينقسم إلى جزئين جزء فردي خاص بالشخص أشبه بغرفة النوم وجزء جماعي خاص بالجماعة أشبه بالصالون ومطبخ. ورغم أن البيت التقليدي كان عادة ما يضم عدة أفراد ينتمون لأجيال مختلفة إلا أن خصوصية كل فرد تظل محفوظة تماما. رغم الحفاظ على الحرية الفردية إلا أن البيت التقليدي مصمم تماما للتواصل الاجتماعي.