الرئيسية
المناسبة العالمية للتايكوندو هان ما دانغ تحتفل هذا العام بعيدها السنوي العشرين. ومنذ قيام أول مهرجان في عام 1992 صارت مناسبة هان ما دانغ هي من أكبر المناسبات الخاصة بلعبة التايكوندو في العالم. حضر البطولة هذا العام أكثر من ثلاثة آلاف متنافس من 43 دولة حول العالم، وقد جاءوا لإظهار قدراتهم ومهاراتهم في التايكوندو في تسع فعاليات مختلفة، من وثب وقفز وركل وغير ذلك.
المهرجان العالمي للتايكوندو هان ما دانغ هو المناسبة العالمية الوحيدة المتاحة لهواة لعبة التايكوندو لإظهار مواهبهم ومهاراتهم. على خلاف المناسبات الرياضية العالمية الأخرى لا يتم التركيز على التنافس بين الفرق المختلفة، وإنما إتاحة الفرصة لكل الفرق المشاركة لإظهار ما تتمتع به من مهارات وقدرات إبداعية وتقنيات متطورة. لهذا فالمشاركون عادة ما يكونون في قمة السعادة والارتياح للمشاركة في هذا المهرجان.
لكل مهارة وتقنية محددة اسم مختلف. كلمة "بوم سيه" هي كلمة كورية تشير لتقنية محددة من تقنيات لعبة التايكوندو. يعود تاريخ هذا المصطلح لعام 1966 عندما قام الجيش الكوري بتطوير 24 حركة تدريبية متنوعة لتدريب قواته، وأطلق المصطلح على واحدة من هذه الحركات. وتقنية "بوم سيه" تمنح اليوم بواسطة شهادة من الاتحاد الكوري للتايكوندو، كما أن كل من يستطيع تطوير أو ابتداع إضافة جديدة لهذه الحركة يُمنح شهادة بذلك من الاتحاد. المطلوب أن تعبر الإضافة الجديدة عن روح التايكوندو وتساعد في تطوير المزيد من المهارات لممارسي اللعبة. الإضافة لا تتم بشكل مرتجل أو اعتباطي، وإنما تحتاج للكثير من التمارين الشاقة والممارسة الجادة والمكثفة.
آخر التوجهات في عالم التايكوندو تتعلق بتطوير وتعزيز القدرات البدنية واللياقة العالية من خلال حركات بوم سيه المتطورة والسريعة كومضات برق. الشباب الكوري صار حريصا جدا على تعلم وإتقان هذا النوع من الحركات، لأن ذلك ربما صار من شروط تحقيق أحلام الكثيرين في الانضمام للفريق القومي الكوري للتايكوندو.
وهناك فعالية أخرى في المهرجان تسمى "تجريب التايكوندو"، وهي عبارة عن برنامج تدريبي خاص، الفائز فيه هو من يجيد ويتقن الحركات التي يتضمنها البرنامج. وكان تميز مهارات المشاركين في تلك الفعالية أمرا مذهلا.
كانت حركات مذهلة ومثيرة ودقيقة ومنضبطة لأقصى الحدود. برنامج مثير لا يقل إثارة عن المهارات التي يقوم بها راقصو البي بويز والبوب الكوري. ولذلك كان المشاهدون في غاية الانسجام والتفاعل، وكأنهم يشاهدون مهرجانا رقصا، وليس مهرجانا رياضيا.
حانت الفرصة الآن لأربعين فريقا دوليا من مختلف بلدان العالم لإظهار ما يتمتعون به من مهارات وتقنيات في التايكوندو. جاء هؤلاء اللاعبون الهواة من مختلف أرجاء العالم، وكان دافعهم الرئيسي للحضور والمشاركة هو الحب الذي يكنونه للعبة التايكوندو. وأصبح معظمهم أصدقاء يجمع بينهم عشق التايكوندو.
التايكوندو ليست مجرد لعبة تركز على النصر والهزيمة، بل هي أكبر وأكثر من ذلك بكثير. فهي لعبة معنية بالتقنيات والتكتيك والدقة والانضباط والمثابرة واللياقة والذوق وفوق كل ذلك الأخلاق. كان من الواضح أن اللاعبين الأجانب المشاركين سعداء جدا للمشاركة في هذه المناسبة، وأنهم كانوا جزءا منها.
كثير من اللاعبين الأجانب صاروا يعرفون الآن كل صغيرة وكبيرة حول كوريا والسبب هو عشقهم لرياضة التايكوندو التي كانت مدخلهم لتعلّم وحب الثقافة الكورية والروح الكورية والتقاليد الكورية وكل ما هو كوري. هذا الشاب الألماني شديد الحماس لكوريا والكوريين.
هناك نحو 120 ألف نادٍ خاص بالتايكوندو اليوم في 200 بلد حول العالم، وهناك 77 مليون شخص يمارسون التايكوندو. وبسبب انتشار حب هذه الرياضة في الولايات المتحدة، تم تضمين إشارات كثيرة خاصة بها في المناهج المدرسية.
وبجانب كوريا، هناك العديد من القلاع العالمية في مجال التايكوندو مثل إيران وبريطانيا والصين وتايوان وكرواتيا والمغرب. تضم إيران وحدها حوالي 400 نادٍ و16 فريقا متخصصا، وهناك العديد من المنافسات والبطولات التي تجري أسبوعيا حيث انتشرت حمى هذه الرياضة هناك بشكل ملحوظ.
لهذا يحرص الكثير من اللاعبين الإيرانيين على الحضور لكوريا للمشاركة في مختلف مناسبات التايكوندو.
رغم أن بعضهم لا يعرف الكثير عن الثقافة الكورية ولا يتحدث اللغة الكورية، إلا أنهم يحملون الكثير من الحماس والمحبة لكوريا، ويعتبرون التايكوندو هان ما دانغ فرصة للتواصل مع كوريا والكوريين.
مناسبة مثيرة، ومهرجان رائع، وفعاليات تتسم بالكثير من الحيوية المستمرة على مدى أربعة أيام، وكلها أشياء تبشر بأن مستقبل التايكوندو مشرق وواعد، وأن التايكوندو كرياضة وثقافة وممارسة موعودة بارتياد آفاق بعيدة وواسعة. فالتايكوندو تعتبر موجة كورية أخرى ماضية في الانتشار والتمدد والتدفق في مختلف الجهات والاتجاهات حول العالم.
